تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غلط القائل إنا خالدون


لوران
07-26-2024, 11:35 AM
http://g-lk.com/up/do.php?img=1559


غَلِطَ القائِلُ إِنّا خالِدونَ
كُلُّنا بَعدَ الرَدى هَيُّ اِبنُ بَي

لَو عَرَفنا ما الَّذي قَبلَ الوُجود
لَعَرَفنا ما الَّذي بَعدَ الفَناء

نَحنُ لَو كُنّا كَما قالوا نَعود
لَم تَخَف أَنفُسُنا رَيبَ القَضاء

إِنَّما القَولُ بِأَنّا لِلخُلود
فِكرَةٌ أَوجَدَها حُبُّ البَقاء

نَعشَقُ البُقيا لِأَنّا زائِلون
وَالأَماني حَيَّةٌ في كُلِّ حَي

زَعَموا الأَرواحَ تَبقى سَرمَدا
خَدعونا نَحنُ وَالشَمعُ سَواء

يَلبَثُ النورُ بِها مُتَّقِدا
فَإِذا ما اِحتَرَقَت بادَ الضِياء

أَينَ كانَ النورُ أَنّى وُجِدا
كَيفَ وَلّى عِندَما زالَ البِناء

شَمعَتي فيها لِطُلّابِ اليَقين
أَيَةٌ تَدفَعُ عَنهُم كُلَّ غَي

لَيسَتِ الروحُ سِوى هَذا الجَسَد
مَعَهُ جاءَت وَمَعَهُ تَرجِعُ

لَم تَكُن مَوجودَةً قَبلَ وُجِد
وَلِهَذا حينَ يَمضي تَتبَعُ

فَمَنِ الزورِ المُوَشّى وَالفَنَد
قَولَنا الأَرواحُ لَيسَت تُصرَعُ

تَلبَثُ الأَفياءُ ما دامَ الغُصون
فَإِذا ما ذَهَبَت لا يَبقَ في

لَو تَكونُ الروحُ ما لا يَضمَحِل
جَزِعنا كُلَّما جِسمٌ هَمَد

لَو تَكونُ الروحُ جِسماً مُستَقِل
لَرَآها مَن يَرى هَذا الجَسَد

كُلُّ ما في الأَرضِ مِن عَينٍ وَظِل
سَوفَ يَنحَلُّ كَما اِنحَلَّ الزَبَد

وَلَئِن صَحَّ بِأَنّا مُنشَرون
جازَ أَن يَعقُبَ ذاكَ النَشرَ طَي

لَيتَ مَن قالوا بِأَنّا كَالزُهور
خَبَّرونا اينَ تَمضي الرائِحَه

أَتُرى تَبقى كَأَلحانِ الدُهور
أَم تَلاشى مِثلَ صَوتِ النائِحَه

لَيتَ شِعري أَيُّ خُلدٍ لِلبُذورُ
بَعدَ أَن تُلقى بِنارٍ لافِحَه

قُل لِمَن يَخبِطُ في لَيلِ الظُنون
لَيسَ بَعدَ المَوتِ لِلظامِءِ رِي

مِثلَما يَذهَبُ لَونُ الوَرَقَه
عِندَما تَيبَسُ في الأَرضِ الأُصول

مِثلَما يُفقَدُ نورُ الهَدَقَه
حينَ أَقضي هَكَذا نَفسي تَزول

كَتَلاشي الشَمعَةِ المُحتَرِقَه
تَتَلاشى بَينَ ضِحكٍ وَعَويل

أَنا بَعدَ المَوتِ شَيئاً لا أَكون
حَيثُ أَنّي لَم أَكُن مِن قَبلُ شَيء

إيهِ أَبناءَ الثَرى نَسلَ القُرود
عَلِّلوا أَنفُسَكُم بِالتُرَّهات

اِلبِسوا في صَحوِكُم ثَوبَ الجُمود
وَاِحلَموا في نَومِكُم بِالمُعجِزات

فَسَيَأتي زَمَنٌ غَيرُ بَعيد
تَتَهادى بَينَكُم فيهِ أَياه

وَيَحِلُّ اللَهُ في ماءٍ وَطين
فَيَراهُ الشَيخُ و الشابُ الأَحيَء



http://g-lk.com/up/do.php?img=1561

علي
07-26-2024, 06:50 PM
قصيدة رائعة جدا
وتنسيق أروع للموضوع
شكرا لك

علي
07-27-2024, 01:14 AM
لقد دهش الشاعر ربيع السعيد عبد الحليم وتأثر غاية التأثر عند قراءة ذلك الموشح، وسرعان ما رد عليه بموشح مماثل أسماه "خلود لا شك فيه" ونشر في "ملحق التراث- ص 14، العدد 13، السنة 21، صحيفة "البلاد" السعودية، العدد 15323، السنة 69، الخميس 24 صفر 1419ه (18 يونيو 1998م)- وهذا نصه:


خلودٌ لا شكَّ فيه
شعر: ربيع السعيد عبد الحليم


أَيُّهَـــــــا الْحَـــــائِرُ! إِنَّــا خَالِـــــــدُونْ
بَعْـدَ مَـوْتٍ سَـوْفَ نَحْيَا يَا أُخَـيّ

رَاحَ يَهْذِي، كَيْفَ بَعْثِي مِنْ خُمُـــودْ
وَقِيَامِي لِخُلُــــــودٍ مِنْ فَنَـــاءْ؟!

قُلْتُ: شَكٌ يَا صَدِيقِي أَمْ جُحُــــودْ؟!
وَسُـؤَالٌ أَمْ جِـــــدَالٌ وَمِـــرَاءْ؟!

هَذِهِ الآيَـــــــاتُ فِي كُـــلِّ الوُجُــــودْ
نَاطِقَـــــــاتٌ لِلإلَــــــهِ بِالثَّنَــــاءْ

خَــــالِقٌ إِنْ شَــــاءَ أَمْـــــرًا سَيَــكُونْ
لَيْسَ لُغْــــزًا إِنَّــهُ الْحَــقُّ الْجَــلِيّ

هَـــذِهِ الأَرْوَاحُ تَبْـــــقَى سَــــرْمَدَا
قَدْ بَرَاهَا اللهُ بَدْءًا فِي السَّمَــــاءْ

ثُمَّ حَلَّـــــتْ فِي جَنِــينٍ أُوجِـــــدَا
لِحَيَـــاةٍ فَـوْقَ أَرْضٍ وَهَـــــوَاءْ

ثُمَّ وَلَّــتْ عِنْـدَ مَـــوْتٍ حُـــــــدِّدَا
ثَمَّ عَـوْدٌ يَـوْمَ بَعْــثٍ لِلْجَـــــزَاءْ

لا تَسَلْنِي كَيْفَ ذَا الْبَعْـثُ يَـــكُونْ
سَلْ جَنِينًا لَمْ يَكُـنْ فِي الأَصْــــلِ شَيّ

وَتَأَمَّـــلْ أَمْـــرَ ذَيَّـــــاكَ الْجَسَـــدْ
في ظَـــــــلامٍ وَمَضِيـقٍ يَــرْتَعُ

فِيـهِ قَلْــــبٌ وَعُــــرُوقٌ وَكَبِـــــدْ
كَيْفَ جَاءَتْ أَيْنَ كَانَتْ تُصْنَعُ؟!

يَا لَهَا مِنْ آيَــــــةٍ يَــــوْمَ وُلِــــــدْ
كَـــمْ دَلِيــــــلٍ بِيَقِـينٍ يَـسْـــطَعُ

مَــنْ بَـــرَانَا، أَمْــرُهُ كَــافٌ وَنُـــونْ
قَادِرٌ يَبْعَــــــــثُ مَنْ فِي التُّرْبِ حَيّ

حِينَ نَمْضِي.. رُوحُنَا لا تَضْمَحِلْ
إِنَّمَا قَدْ فَارَقَتْ سِجْــــنَ الْجَسَـدْ

وَسَرَتْ صَـوْبَ الأَعَالي فِي عَجَلْ
رَوْحُ رَيْحَــانٍ حِمَـاهَا، أَوْ كَمَدْ

ثُمَّ خَلْــقٌ آخَــــرٌ يَـــــــوْمَ الْوَجَلْ
عَادَتِ الرُّوحُ لِخُلْـــدٍ قَـدْ وُعِـدْ

قَرَّبَ الْخُلْـــدَ لَنَــا رَيْـبُ الْمَنُـــونْ
بَـرْزَخٌ ثُـمَّ نُشُــــــورٌ بَعْـــــدَ طَــيّ

لَيْسَ وَهْمًا مَا سَنَلْقَى فِي القُبـُورْ
مِنْ نَعِـيمٍ لِلنُّفُوسِ الصَّــ،ــالِحَهْ

لَيْسَ ظُلْـمًا أَنْ تُنَحَّى عَنْ سُرُورْ
أَيُّ نَفْـسٍ عَنْ هُــــدَاهَا جَامِحَهْ

إِنَّ رَبَّ الْكَوْنِ حَاشَــاهُ يَجُــــورْ
قَدْ وَقَى الأَبْرَارَ نَـــــارًا لاَفِحَهْ

قُلْ لِمَنْ يَخْبِـطُ فِي لَيْـلِ الظُّنُــــونْ
إِنَّ بَعْـــــدَ الْمَــوْتِ للظَّامِــــئِ رِيّ

جَاحِــدٌ بَـثَّ القَـــوَافِي أَرَقَــــــهْ
عَقْلُهُ مَا بَيْنَ أَوْهَـــــامٍ يَجُـــولْ

سَـــاقَ إِبْلِيــسُ إِلَيْــــهِ نَزَقَـــــهْ
إِنَّ إِبْلِـــــــــيسَ عَـدُوٌ لِلْعُقُــولْ

يَا صَـدِيقِي كَيْفَ تَعْــمَى الْحَدَقَهْ
عَنْ وُجُــــودٍ لإِلـهٍ لَنْ يَـزُولْ؟!

خَـالِقُ النَّـــاسِ هَدَاهُــــمْ بِالْيَقِـــينْ
لَوْ أَرَادُوا، لَوَقَـــــاهُم كُـــــــلَّ غَـيّ

بَيْدَ أَنَّ الْبَعْـضَ قَدْ خَــــانَ الْعُهُودْ
وَتَنَاسَى مُعْجِـــزَاتٍ نَاطِقَـــاتْ

عَنَتِ الأَرْوَاحُ وَالْجَمْـــــعُ شُهُـودْ
وَعَتَتْ مِنْهَا نُفُوسٌ جَاحِـــدَاتْ

يَاصَدِيقِي هَلْ إِلَى الْحَــقِّ تَعُودْ؟!
وَتَزُولُ الشُّبُهَـاتُ الْمُظْلِــمَاتْ

ياَ صَــدِيقِي قُلْـتُ حَقَّــا لا يَهُـــونْ
قَدْ هَدَانِي النُّـورَ تَفْكِيرٌ سَـــوِيّ

رآنيا
08-02-2024, 05:31 PM
رائعة جدا
سلمتِ لوران
ويعطيك العافية علي

~

أمَوآج آلشَرقَيهہْ♥
09-01-2024, 07:04 PM
آشكرك على الطرح الجميل ..
سلمت آياديك .، ودآم عطآئك ..
-