White
02-06-2024, 03:16 PM
-
عند الخامسة والنصف فجرا نزعت النوم من براثني عنوة، أو ربما العكس، اخذت نفسا عميقا عل دماغي يتشبع بجزيئات الاكسجين فيتيقظ وينتبه، إلا أن هذه الطريقة غير فعالة إطلاقا فقد عاودت النوم مجددا لبضعة عشرات من الدقائق الاضافية، لكن المنبه لم يتركني لمواجهة النوم وحدي، فهاهو يطلق صياحه معلنا بداية المعركة، هذه المرة قررت ان اواجه النوم بحركة مباغتة كأن أغادر السرير وقد افلحت الطريقة، ولا عجب. ورغم إدراكي ومعرفتي من خلال مئات التجارب أنها الطريقة الاكثر فعالية، إلا أنني مازلت اجرب التنفس العميق وتجارب اخرى لا تحضرني الآن؛ إن كان هناك آثار نوم باقية على جفوني فالماء البارد كافيا لطردها تأكد من ذلك، ولا اعلم ما حكايتي مع التجفيف بعد الوضوء يبدو أنه غير مقنع كفاية لي، فأنا أتوضأ ثم اتجه للمسجد والماء يقطر من رأسي وتأتي لفحة هواء باردة في هذا الشتاء الجميل وهوب وقعت في ازمة زكام مفاجئة، لم يحدث ذلك لي اليوم ولكنها نتيجة متوقعة ومترقبة من خلال هذا الفعل، يذكرني هذا بكلام خالي رحمه الله عندما كنا نعيش في الرياض والاجواء كانت باردة اشد برودة من مكة وبالطبع كنت افعل ما افعله الان بالضبط رغم مرور عشر سنوات وأكثر، كنت اقطر من ماء الوضوء وتأملني خالي لبضعة ثوان ليأتي سؤاله المباغت
"ماهذا؟! ألم تتعلم من توم وجيري شيئا؟ خروجك هكذا سيحولك لمكعب من الجليد" حتى انا تخيلت توم متجمد في قالب من الجليد.
رحمة الله عليه كان لديه نظرة عميقة، فقد تحولت مع الايام إلى مكعب من الجليد فعلا، ربما ليس ظاهريا ولكن داخليا، هل يترى هذا هو السبب؟ لطالما أخبرني صديقي أنني بارد، لابد ان يكون هذا من أحد الاسباب المساهمة.
على أي حال، مؤخرا قررت أن تناول وجبة إفطار متخمة بالعناصر الغذائية أمر لا يناسبني البتة، لهذا استبدلت قائمة الافطار الطويلة ببرتقالة وكوب قهوة، لا تسألني عزيزي القارئ كيف لهذا المزيج أن يكونا معا فأنا اتناول البرتقالة لانها لذيذة واشرب القهوة لأني إن لم افعل فلن امتلك الطاقة اللازمة لمواجهة هذا اليوم العصيب، ليس عصيب بمعناه الحرفي أنا فقط احب المبالغة كما يظهر لكم، وحتى إن كان مفعول القهوة نفسي متوهم، فلا أمانع.
يبدأ دوامي الصباحي عند الساعة الثامنة والنصف ولكني اغادر قبلها لاجل ان اوصل اصاحب المدارس لمدارسهم، ثم اتجه لعملي لدي في العمل بضعة شخصيات غير مثيرة للاهتمام مطلقا، كثير من الاوقات اتمنى امتلاكي لقدرة "الحظر البصري" لاجل ان اواجههم بها، ولاني افضل الا اخوض في غيبة علنية عن زملائي في العمل ولان لكل انسان تفضيلاته في الملابس والعطور، فما شأني انا ان كان رائحة عطره تذكرني بالعطن أو لاكون اكثر وضوح برائحة التبن المنقوع في الماء وحتى لو لم اشم رائحته من قبل اعني التبن فأنا متأكد انه ستكون رائحة عطر زميلي، كما لا شأن لي بتنسيق الالوان والزخارف بين الثوب والشماغ، ورغم اني ابغض وبشدة الصوت المرتفع لكن حقيقة قد يكون هذا الانسان المسكين يعاني من ضعف في السمع لذا نراه يصرخ عندما يتحدث أو ربما كان يعيش في الجبال والوديان واكتسب هذه العادة، كل شيء وارد وعلى الانسان ان يتكيف مع كل ظروف الحياة بأريحية أو بلا اريحية المهم يتكيف.
توقيت راحتي متزامن مع توقيت إنصراف طلاب المدارس وهذا يساعدني للعودة السريعة للمنزل لتناول وجبة غداء، وأقسم لكم أن النية فقط تناول وجبة غداء والعودة فورا للعمل، ولكن لا اعلم ما الذي يحدث فما إن افتح باب المنزل لادخل حتى يقفز النوم على قفزة المقاتل المتربص وتكون تلك المباغتة قاضية وقليل ما استطيع التصدي لها، اعني النجاة منها.
ربما يتبع...
عند الخامسة والنصف فجرا نزعت النوم من براثني عنوة، أو ربما العكس، اخذت نفسا عميقا عل دماغي يتشبع بجزيئات الاكسجين فيتيقظ وينتبه، إلا أن هذه الطريقة غير فعالة إطلاقا فقد عاودت النوم مجددا لبضعة عشرات من الدقائق الاضافية، لكن المنبه لم يتركني لمواجهة النوم وحدي، فهاهو يطلق صياحه معلنا بداية المعركة، هذه المرة قررت ان اواجه النوم بحركة مباغتة كأن أغادر السرير وقد افلحت الطريقة، ولا عجب. ورغم إدراكي ومعرفتي من خلال مئات التجارب أنها الطريقة الاكثر فعالية، إلا أنني مازلت اجرب التنفس العميق وتجارب اخرى لا تحضرني الآن؛ إن كان هناك آثار نوم باقية على جفوني فالماء البارد كافيا لطردها تأكد من ذلك، ولا اعلم ما حكايتي مع التجفيف بعد الوضوء يبدو أنه غير مقنع كفاية لي، فأنا أتوضأ ثم اتجه للمسجد والماء يقطر من رأسي وتأتي لفحة هواء باردة في هذا الشتاء الجميل وهوب وقعت في ازمة زكام مفاجئة، لم يحدث ذلك لي اليوم ولكنها نتيجة متوقعة ومترقبة من خلال هذا الفعل، يذكرني هذا بكلام خالي رحمه الله عندما كنا نعيش في الرياض والاجواء كانت باردة اشد برودة من مكة وبالطبع كنت افعل ما افعله الان بالضبط رغم مرور عشر سنوات وأكثر، كنت اقطر من ماء الوضوء وتأملني خالي لبضعة ثوان ليأتي سؤاله المباغت
"ماهذا؟! ألم تتعلم من توم وجيري شيئا؟ خروجك هكذا سيحولك لمكعب من الجليد" حتى انا تخيلت توم متجمد في قالب من الجليد.
رحمة الله عليه كان لديه نظرة عميقة، فقد تحولت مع الايام إلى مكعب من الجليد فعلا، ربما ليس ظاهريا ولكن داخليا، هل يترى هذا هو السبب؟ لطالما أخبرني صديقي أنني بارد، لابد ان يكون هذا من أحد الاسباب المساهمة.
على أي حال، مؤخرا قررت أن تناول وجبة إفطار متخمة بالعناصر الغذائية أمر لا يناسبني البتة، لهذا استبدلت قائمة الافطار الطويلة ببرتقالة وكوب قهوة، لا تسألني عزيزي القارئ كيف لهذا المزيج أن يكونا معا فأنا اتناول البرتقالة لانها لذيذة واشرب القهوة لأني إن لم افعل فلن امتلك الطاقة اللازمة لمواجهة هذا اليوم العصيب، ليس عصيب بمعناه الحرفي أنا فقط احب المبالغة كما يظهر لكم، وحتى إن كان مفعول القهوة نفسي متوهم، فلا أمانع.
يبدأ دوامي الصباحي عند الساعة الثامنة والنصف ولكني اغادر قبلها لاجل ان اوصل اصاحب المدارس لمدارسهم، ثم اتجه لعملي لدي في العمل بضعة شخصيات غير مثيرة للاهتمام مطلقا، كثير من الاوقات اتمنى امتلاكي لقدرة "الحظر البصري" لاجل ان اواجههم بها، ولاني افضل الا اخوض في غيبة علنية عن زملائي في العمل ولان لكل انسان تفضيلاته في الملابس والعطور، فما شأني انا ان كان رائحة عطره تذكرني بالعطن أو لاكون اكثر وضوح برائحة التبن المنقوع في الماء وحتى لو لم اشم رائحته من قبل اعني التبن فأنا متأكد انه ستكون رائحة عطر زميلي، كما لا شأن لي بتنسيق الالوان والزخارف بين الثوب والشماغ، ورغم اني ابغض وبشدة الصوت المرتفع لكن حقيقة قد يكون هذا الانسان المسكين يعاني من ضعف في السمع لذا نراه يصرخ عندما يتحدث أو ربما كان يعيش في الجبال والوديان واكتسب هذه العادة، كل شيء وارد وعلى الانسان ان يتكيف مع كل ظروف الحياة بأريحية أو بلا اريحية المهم يتكيف.
توقيت راحتي متزامن مع توقيت إنصراف طلاب المدارس وهذا يساعدني للعودة السريعة للمنزل لتناول وجبة غداء، وأقسم لكم أن النية فقط تناول وجبة غداء والعودة فورا للعمل، ولكن لا اعلم ما الذي يحدث فما إن افتح باب المنزل لادخل حتى يقفز النوم على قفزة المقاتل المتربص وتكون تلك المباغتة قاضية وقليل ما استطيع التصدي لها، اعني النجاة منها.
ربما يتبع...