نبض المشاعر
06-25-2020, 10:45 PM
بعد أن إنتهت الحرب قررت أن أزور تلك البلد لتمّيز أهلها بصنع
تحفاً فنيةً وديكورات المداخل ولوحات مرسومة بشكل متميّز
وذهبت للعاصمة لتواجد سوق مبيعات الخرده (كما أسموها)
وأشتريت الكثير من المحتويات وشحنتها ... وقبل سفر عودتي
دخلت مطعماً قريباً من الفندق وطلبت وجبه وبدأت في تناولها
وكان في زاوية المطعم رجل يرمقني وينظر إلى طريقة أكلي
لم يعجبني شكله ولم أرتح لتواجده ... وما هي إلا دقائق حتى
دخل رجل طويل وأخذ ينظر في المطعم وكأنه يبحث عن مكان ذلك
الرجل وحين وجده أخذ مكاناً قريباً منه وجلس وطلب وجبته وأكثر
في طلبه ولم يأكل منه ثم تناول كأس الماء وخرج وهو ينظر إليّ
فقام ذلك الرجل وجلس على طاولة الذي خرج وأخذ يأكل بنهم
ولما إنتهى حمل بقايا الأكل وغادر المكان ولم يتحدث إليه أحد
وعاد الطويل مجدداً وجلس على طاولته وسأل أين أكلي ... فقال
له النادل تناوله الرجل حين رحلت فقال أجلبوا أكلي ففعلوا ذلك له
وما إن بدأ في تناول وجبته حتى دخل رجل آخر وجلس بنفس الزاويه
وبدأ يرمقني كما فعل الأول ثم فجأه ترك الرجل الطويل وجبته ويتناول
الماء ويرحل ... فيتكرر نفس المشهد مجدداً وحين أنهيت وجبتي
سألت المحاسب فقال لي: لقد سدد الرجل الذي كان هنا حسابك
سألته أين ذهب الرجل وما قصة هؤلاء الرجال فقال الرجل : هؤلاء
كانوا جنوداً لنا في إحدى الجبهات ثم تم أسرهم وتعرضوا للتعذيب
حتى فقدوا عقولهم والنطق وجزء من السمع ولما عادوا لم يتم
تعويضهم وسكنوا مع أهلهم الفقراء وهذا الرجل هو الذي كان يدافع
عن حقوقهم حتى أسكتته الدولة بالقوّة وهددته بأنه قد يصاب بما
أصابهم (تهديد) فسكت الرجل ثم قلت ولماذا لا تعطونهم الأكل وهو
يحاسب عنهم ... هم يشعرون أن ذلك إذلالاً لهم وكأنهم معتقلون
فيغضبون ثم أن لديهم قناعه بأن ذلك ذكاءً منهم ألا يتناولا إلا من
كسب أيديهم ويعتبرون ذلك كسبهم وهاهي للمرّة الثانية التي
أسافر فيها من بلدي بعد الحنين لقصة هذا المطعم وحنيني لصاحبه
ورغبة السؤال عن ذلك الرجل وقصتهم الغريبه ... فلم أجد المطعم
بكامله وغدا المكان ميداناً للجنود المناضلين ومنهم هؤلاء الذي حوربوا
حتى في المطعم الذي كانوا يأكلون فيه . إنتهت القصه
تحفاً فنيةً وديكورات المداخل ولوحات مرسومة بشكل متميّز
وذهبت للعاصمة لتواجد سوق مبيعات الخرده (كما أسموها)
وأشتريت الكثير من المحتويات وشحنتها ... وقبل سفر عودتي
دخلت مطعماً قريباً من الفندق وطلبت وجبه وبدأت في تناولها
وكان في زاوية المطعم رجل يرمقني وينظر إلى طريقة أكلي
لم يعجبني شكله ولم أرتح لتواجده ... وما هي إلا دقائق حتى
دخل رجل طويل وأخذ ينظر في المطعم وكأنه يبحث عن مكان ذلك
الرجل وحين وجده أخذ مكاناً قريباً منه وجلس وطلب وجبته وأكثر
في طلبه ولم يأكل منه ثم تناول كأس الماء وخرج وهو ينظر إليّ
فقام ذلك الرجل وجلس على طاولة الذي خرج وأخذ يأكل بنهم
ولما إنتهى حمل بقايا الأكل وغادر المكان ولم يتحدث إليه أحد
وعاد الطويل مجدداً وجلس على طاولته وسأل أين أكلي ... فقال
له النادل تناوله الرجل حين رحلت فقال أجلبوا أكلي ففعلوا ذلك له
وما إن بدأ في تناول وجبته حتى دخل رجل آخر وجلس بنفس الزاويه
وبدأ يرمقني كما فعل الأول ثم فجأه ترك الرجل الطويل وجبته ويتناول
الماء ويرحل ... فيتكرر نفس المشهد مجدداً وحين أنهيت وجبتي
سألت المحاسب فقال لي: لقد سدد الرجل الذي كان هنا حسابك
سألته أين ذهب الرجل وما قصة هؤلاء الرجال فقال الرجل : هؤلاء
كانوا جنوداً لنا في إحدى الجبهات ثم تم أسرهم وتعرضوا للتعذيب
حتى فقدوا عقولهم والنطق وجزء من السمع ولما عادوا لم يتم
تعويضهم وسكنوا مع أهلهم الفقراء وهذا الرجل هو الذي كان يدافع
عن حقوقهم حتى أسكتته الدولة بالقوّة وهددته بأنه قد يصاب بما
أصابهم (تهديد) فسكت الرجل ثم قلت ولماذا لا تعطونهم الأكل وهو
يحاسب عنهم ... هم يشعرون أن ذلك إذلالاً لهم وكأنهم معتقلون
فيغضبون ثم أن لديهم قناعه بأن ذلك ذكاءً منهم ألا يتناولا إلا من
كسب أيديهم ويعتبرون ذلك كسبهم وهاهي للمرّة الثانية التي
أسافر فيها من بلدي بعد الحنين لقصة هذا المطعم وحنيني لصاحبه
ورغبة السؤال عن ذلك الرجل وقصتهم الغريبه ... فلم أجد المطعم
بكامله وغدا المكان ميداناً للجنود المناضلين ومنهم هؤلاء الذي حوربوا
حتى في المطعم الذي كانوا يأكلون فيه . إنتهت القصه