عآزفّ النّآي
12-03-2022, 08:48 PM
خُذْ في البُكَا إنّ الخَليـطَ مُقَوِّضُ .. فمُصَرِّحٌ بِفِراقِهِمْ ومُعَرِّضُ
وأَذِبْ فُؤَادَكَ فَالنَّصيرُ على النَّوَى .. عَينٌ تَفيضُ ومُهجةٌ تتفضَّضُ
هَاتيــكَ أَحْـــدَاجٌ تُشَــدُّ وهَـــذهِ .. أطْنَابُ أخْبِيةٍ تُحَلُّ وتُنْقَضُ
وورَاءَ عيسِهِــمُ المُنَـاخَةُ عُصْبةٌ .. أكْبادُهُم وهُمُ وقُوفٌ تركُضُ
وقفُـوا وأَحْشَاءُ الضَّمَائِــرِ بالأسَى .. تُحشَى وأوْعيةُ المَدَامِعِ تَنْفُضُ
يَتَخافتُــونَ ضَنـــىً فَمُطْلِــقُ أَنَّـةٍ .. ومُطَامِنٌ من زفرةٍ ومُخَفِّضُ
قبضُــوا بأَيدِيهِـــمْ علَى أكبــادِهِـــمْ .. والشَّوقُ ينزِعُ من يدٍ ما تَقبِضُ
فإذَا هُمُ أَمِنُــوا المُرَاقِــبَ صَرَّحُــوا .. بِشَكاتِهِمْ وإنْ اسْتَرابُوا أعْرَضُوا
رَحَلُــوا وآراءُ البُكَــاةِ ورَاءَهُمْ .. شَتَّى فَسَافِحُ عَبْرَةٍ ومُغيّضُ
أتْـبَـعْتُـــهُــمْ نَـفَســـــاً ودَمْعــاً نَــارُ ذا .. يشْوي الرِّياضَ وماءُ ذَاكَ يُروّضُ
مَنْ نَاشِــدٌ لــي بالعَـقِيــقِ حُشَــاشـــــةً .. طَاحَتْ ورَاءَ الرَّكبِ سَاعةَ قَوَّضُوا
لمْ تَلْــوِ راجِعَــةً ولَـمْ تلْحَقْ بِهِــمْ ..حتَّى وَهَتْ ممّا تُطيحُ وتنهَضُ
أَتُرَى رُمَاتُهُـــمُ درَوا مَــنْ أوغَلُـــوا .. في قَلبِهِ تلْكَ السِّهَامَ وخَضْخضُوا
يا قَــدْ رَضِيتُ بِمَــا أَرَاقُــوا مِنْ دَمِـي ..عَمْداً علَى سُخْطِ القَبيلِ فهَلْ رَضُوا
فَهَنَــاهُــمُ صَفْوُ الــــزُّلالِ وإنْ هُـــمُ .. بالرِّيقِ يَومَ وَداعِهِمْ لي أجْرَضُوا
باتُــوا أَصِحَّـــاءَ القُلُوبِ وعنـــدنَـــا .. منهُمْ علَى النأْي المُعلُّ المُمْرِضُ
يا صَاحِ أنْتَ المسْتَشَارُ لِمَا عَرَا .. من حَادِثِ الأيَّامِ والمُسْتنهضُ
أشْكُو إليكَ صَبَاً يُعِينُ على دَمِي .. بَرْقاً تَأَلَّقَ بعدَ وَهْنٍ يُومِضُ
فَمَنِ المُذِمُّ علَى المحَاجِـــر من سَنَــا ..بَرْقٍ كصِلِّ الرَّملِ حينَ يُنْضنِضُ
قَلِقُ الوميضِ فَلَيسَ يغمُضُ طرفَهُ .. لَيلاً ولا يَدَعُ المَحَاجِرَ تَغمُضُ
نُشِرَتْ لَهُ لَيلاً على عَذْبِ الحِمَى .. حُلَلٌ تُذهَّبُ تارةً وتُفضَّضُ
أحْيَا الدُّجَى نَبْضاً وأَفْنَانِي فَمَا ..أجْلَى سَنَاهُ وفيَّ عِرْقٌ ينبِضُ
وبمُنْحَنَى الجرْعَاءَ حَيٌّ ثَوَّرُوا .. بالقَلْبِ سَائِرةَ الظُّعُونِ وأَرْبَضُوا
ولَقَدْ دعَوتُ ووجْهُ شَوقي مُقْبِلٌ .. بِهِمُ ووجهُ الصَّبْرِ عنِّي مُعْرِضُ
رُدُّوهُ أَحْيَ بِرَدِّهِ أو فالحَقُوا .. كُلِّي بِهِ فالحَيُّ لا يتَبعَّضُ
نَفُسُوا بِردِّهِمُ النَّفيسِ وعَوَّضُوا .. عَنْهُ الأسَى بُعْداً لِمَا قَد عَوَّضُوا
لَمْ يألَفُوا كَنَفَ العَقِيقِ وإِنَّمَا .. شَتُّوا بأَرْبَاعِ الضَّمِيرِ وقَيَّضُوا
يا صَاحِ هَلْ يَهَبُ التَّجلَّدَ وَاهِبٌ .. أو تُقرِضُ السُّلْوانَ عنهُ مُقْرِضُ
وأبِي لَقَدْ عَزَّ العَزَاءُ وما بَقَى .. بِيديَّ من سَيفِ التجلُّدِ مِقْبَضُ
أنْفَضْتُ من زَادِ السُّلُوِّ وما عَسَى .. يبقَى عُقَيبَ نَفَادِ زَادٍ مُنْفِضُ
--
العصر العباسي » المتنبي
وأَذِبْ فُؤَادَكَ فَالنَّصيرُ على النَّوَى .. عَينٌ تَفيضُ ومُهجةٌ تتفضَّضُ
هَاتيــكَ أَحْـــدَاجٌ تُشَــدُّ وهَـــذهِ .. أطْنَابُ أخْبِيةٍ تُحَلُّ وتُنْقَضُ
وورَاءَ عيسِهِــمُ المُنَـاخَةُ عُصْبةٌ .. أكْبادُهُم وهُمُ وقُوفٌ تركُضُ
وقفُـوا وأَحْشَاءُ الضَّمَائِــرِ بالأسَى .. تُحشَى وأوْعيةُ المَدَامِعِ تَنْفُضُ
يَتَخافتُــونَ ضَنـــىً فَمُطْلِــقُ أَنَّـةٍ .. ومُطَامِنٌ من زفرةٍ ومُخَفِّضُ
قبضُــوا بأَيدِيهِـــمْ علَى أكبــادِهِـــمْ .. والشَّوقُ ينزِعُ من يدٍ ما تَقبِضُ
فإذَا هُمُ أَمِنُــوا المُرَاقِــبَ صَرَّحُــوا .. بِشَكاتِهِمْ وإنْ اسْتَرابُوا أعْرَضُوا
رَحَلُــوا وآراءُ البُكَــاةِ ورَاءَهُمْ .. شَتَّى فَسَافِحُ عَبْرَةٍ ومُغيّضُ
أتْـبَـعْتُـــهُــمْ نَـفَســـــاً ودَمْعــاً نَــارُ ذا .. يشْوي الرِّياضَ وماءُ ذَاكَ يُروّضُ
مَنْ نَاشِــدٌ لــي بالعَـقِيــقِ حُشَــاشـــــةً .. طَاحَتْ ورَاءَ الرَّكبِ سَاعةَ قَوَّضُوا
لمْ تَلْــوِ راجِعَــةً ولَـمْ تلْحَقْ بِهِــمْ ..حتَّى وَهَتْ ممّا تُطيحُ وتنهَضُ
أَتُرَى رُمَاتُهُـــمُ درَوا مَــنْ أوغَلُـــوا .. في قَلبِهِ تلْكَ السِّهَامَ وخَضْخضُوا
يا قَــدْ رَضِيتُ بِمَــا أَرَاقُــوا مِنْ دَمِـي ..عَمْداً علَى سُخْطِ القَبيلِ فهَلْ رَضُوا
فَهَنَــاهُــمُ صَفْوُ الــــزُّلالِ وإنْ هُـــمُ .. بالرِّيقِ يَومَ وَداعِهِمْ لي أجْرَضُوا
باتُــوا أَصِحَّـــاءَ القُلُوبِ وعنـــدنَـــا .. منهُمْ علَى النأْي المُعلُّ المُمْرِضُ
يا صَاحِ أنْتَ المسْتَشَارُ لِمَا عَرَا .. من حَادِثِ الأيَّامِ والمُسْتنهضُ
أشْكُو إليكَ صَبَاً يُعِينُ على دَمِي .. بَرْقاً تَأَلَّقَ بعدَ وَهْنٍ يُومِضُ
فَمَنِ المُذِمُّ علَى المحَاجِـــر من سَنَــا ..بَرْقٍ كصِلِّ الرَّملِ حينَ يُنْضنِضُ
قَلِقُ الوميضِ فَلَيسَ يغمُضُ طرفَهُ .. لَيلاً ولا يَدَعُ المَحَاجِرَ تَغمُضُ
نُشِرَتْ لَهُ لَيلاً على عَذْبِ الحِمَى .. حُلَلٌ تُذهَّبُ تارةً وتُفضَّضُ
أحْيَا الدُّجَى نَبْضاً وأَفْنَانِي فَمَا ..أجْلَى سَنَاهُ وفيَّ عِرْقٌ ينبِضُ
وبمُنْحَنَى الجرْعَاءَ حَيٌّ ثَوَّرُوا .. بالقَلْبِ سَائِرةَ الظُّعُونِ وأَرْبَضُوا
ولَقَدْ دعَوتُ ووجْهُ شَوقي مُقْبِلٌ .. بِهِمُ ووجهُ الصَّبْرِ عنِّي مُعْرِضُ
رُدُّوهُ أَحْيَ بِرَدِّهِ أو فالحَقُوا .. كُلِّي بِهِ فالحَيُّ لا يتَبعَّضُ
نَفُسُوا بِردِّهِمُ النَّفيسِ وعَوَّضُوا .. عَنْهُ الأسَى بُعْداً لِمَا قَد عَوَّضُوا
لَمْ يألَفُوا كَنَفَ العَقِيقِ وإِنَّمَا .. شَتُّوا بأَرْبَاعِ الضَّمِيرِ وقَيَّضُوا
يا صَاحِ هَلْ يَهَبُ التَّجلَّدَ وَاهِبٌ .. أو تُقرِضُ السُّلْوانَ عنهُ مُقْرِضُ
وأبِي لَقَدْ عَزَّ العَزَاءُ وما بَقَى .. بِيديَّ من سَيفِ التجلُّدِ مِقْبَضُ
أنْفَضْتُ من زَادِ السُّلُوِّ وما عَسَى .. يبقَى عُقَيبَ نَفَادِ زَادٍ مُنْفِضُ
--
العصر العباسي » المتنبي