متأمل
09-20-2021, 02:40 AM
ً
ً
يقول الاديب الكبير الطنطاوي :
لو تزوجت ليلى بقيس
لوجدتهم الان في اكبر المحاكم :)
يقصد بان كل ما كان من عشق وهوس وهذيان
سيذهب مع الالتقاء والتلامس وبلوغ المقصد
وتبدأ الحياة الواقعية ومافيها من خلافات ومشاكل
وهذا فيه جانب صحيح كمجمل لا كتفصيل
بداية كلنا نعلم ان النفس تميل للبعيد عنها
وتظل تطلبه وقد تفعل المستحيل لتصله
ثم اذا حصل لها هذا المطلب وتحقق لها
عندها تبرد عزيمة شوقها وولهها وحنينها
ولا اقول تختفي لكن ليست كما كانت من قبل
وهذه هي سنة الحياة والواقع
فكل ممتنع مرغوب وكل غامض مطلوب
وكل قريب مزهود وكل سهل مصروف عنه الطلب
ولكن ليس الامر كما نتخيل ونتصور
فالزواج هو القمة التي يصل اليها الزوجين
فإما ان يحافظا على البقاء والاستمرار
و إما ان ينحذرا الى الاسفل
والمحافظة تكون بامور كثيرة
ومنها ما يلي :
هناك تجديد المناخ الاسري
بوضع مسافة بسيطة يتولد فيها الاحترام
والتقدير والشوق والرغبة
وهذه المسافة ليست في النوم مثلاً
او في الجلوس او في المركب
وانما في عدم ابتذال الشخصية
فيبقى لكل منهما شخصيته المستقلة
وتبقى الخصوصية حق مشروع لكل منهما
دون تدخل طرف في طرف
إلا فيما يستدعي ذلك فقط
فالزوج يجب ان يكون ذا طابع جاد واثق
غير متجهم ولا متجبر ولا متعند ولاجاف
وانما يكون اكثر هدوء واتزان وتعقل
لا ان يكون ساذجاً درويشاً
لا يفرق بين الجد والهزل
ولا بين المرح وغيره
بل يلبس لكل مناسبة لبوسها
وكذلك الزوجة تكون ذات شخصية متزنة
وذات حياء جاذب واحترام وتقدير
ومن هنا تتوازن الامور وتستمر وتنجح
لكن ان تلغى كل الحدود وكل الخصوصية
بحجة الميانة وبحجة المحبة والثقة !
فسوف تصل بهم الامور إلى الخصام
وإلى عدم تقدير كل منها للاخر
ما قلته قد لا يفهم بالشكل الذي اعنيه
ولكنه حقيقة يجب ان تدرك
فلا اعني ان يكونا كغريبين
او ان يتعاملا برسمية وتعالي
لا .. بل يتركا مجالاً للتوازن
لان الميانة تولد التجرؤ
على اقتحام الخصوصية
وتطمس كل معالم التقدير
النفس البشرية تحترم كل من يحترم ذاته
وتقدر كل من يضع له حدود في حياته
وكل من لديه مبادئ وقوانين لا يتخلى عنها
فالزوج يحب زوجته ويعشقها
ويتفانى في اسعادها
لكنه مع هذا كله يرشدها
الى ان هناك حدود لكلى الطرفين
وهذه الحدود هي النجاح بذاته
وسبب استمرار العلاقة وزيادتها
ناتي الى التجديد المطلوب
في الحياة الزوجية
التجديد يكون في كل شيء
في المشاعر
في الاهتمام
في الملبس
في الاثاث
في الاسلوب
في تغيير المكان او تغيير هيئته
في السفر
في امور كثيرة
التجديد سمة الناجحين
لان الرتابة والبقاء على وضع واحد
تبعث على الملل والزهد والبرود
وحتى ندرك اهمية التجديد
ففي الجنة وهي الكمال
كل شيء فيها يتجدد باستمرار
فالزوج يخرج من عند زوجته ثم يعود
فيراها في شكل افضل مما كانت عليه
وكذلك تراه في وضع افضل مما كان عليه
بل حتى في المأكل والمشرب والملبس
والمهم هو ان ندرك اهمية التجديد
واهمية الابتعاد عن الرتابة والعادة
هناك الهدايا وهي جزء مهم جداً
فالهدايا ليست في قيمتها
بقدر ما هي في معناها ومهديها
واجمل الهدايا هي التي تأتي مفاجأة
سواء كان لها مناسبة او لا
حتى لو كانت على شكل وردة
وأتت فجأة فإن لها وقع في النفس كبير
او رسالة فيها صدق المشاعر
او حتى حوالة او اي شيء يكون مناسباً
والهدايا كما في الحديث "محبة"
لذلك الاهتمام بهذا الجانب امر حتمي
هناك المشاركة والتعاضد في الاحداث
كأن يتشاركا الافراح والمناسبات
واوقات التعب والالم
فالمواساة حب
والاحساس بالطرف الاخر حب
هناك الاهتمام وهو اساس العلاقة
الاهتمام يشعر الانسان
بان له قيمة وقدر
ولا يقتصر الاهتمام
على الامور الكبيرة فحسب
بل حتى اصغر التفاصيل
والتي لا تكاد تذكر
الاهتمام يتمثل في شخص يشعر
ولديه احساس وتنبه وفطنة
بحيث يُشعر الطرف الاخر
بانه معه في كل شيء
وانه سنده في كل شيء
الاهتمام ينبع ويتولد
من المكانة التي يحملها كل منهما
فكلما كان الاهتمام عال
كانت المكانة عالية
وكلما قل قلت المكانة
والاهتمام بمشاعر الطرف الاخر
سواء فرح او حزن
سواء سعة او ضيق
ومقاسمته كل شؤونه واموره
يجعل الاحاسيس تتوقد
وتزيد المحبة وتعلو وتمتد
وبالمقابل فعدم الاهتمام بحجة ضمان الاخر
وبحجة العادة او توهم الاهتمام
تولد النفرة والتباعد المعنوي والمشاعري
هناك الفهم
بحيث يفهم كلى الطرفين الاخر
يفهم متى يكون حزيناً او مكروباً او مرتاحاً
او لديه مشاكل او يريد امر ما
وعلى غرار ذلك يتعامل معه بكل ذكاء
ويسلك الطرق التي فيها النفع والسعادة
وكما قيل .. يملكني من يفهمني ..
هناك الشعور بالمسؤولية
بحيث يستشعر كل طرف مسؤوليته
تجاه الطرف الاخر وتجاه بيته وحياته الاسرية
وكل في مجاله الذي خلقه الله له
هناك الصبر والتغاضي والتغافل
هذه الصفات بالذات
اذا خلت منها البيوت فالخراب
والمشاكل والخلافات لابد ان تقع
فليس على كل شيء تتم المحاسبة
ولا كل كلمة يتم وضعها تحت المجهر
ولا كل تصرف يتم تفسيره بالضد
ولا كل خطأ يجب ان يتنبه له
هناك اخطاء تحصل وقد تكون اجتهاد
او عن غير قصد او عن تهور وحالة نفسية
او غيرة .. او سماع من طرف ثالث
لذلك التغافل عن مثل هذه الاحداث
هو الذكاء الذي يجعل الامور
تسير في مسارها الصحيح
ويترك لها مجالاً للرجوع
والتصحيح والتبرير وحسن الظن
والتثبت كذلك يجعل الامور واضحة
اخيراً المرح واللعب والانس
نحن لسنا جمادات
حتى لا نضحك ولا نلعب
بل نحن بشر بمشاعر واحاسيس
فيجب ان يكون لجانب المرح
واللعب والوناسة جانب من حياة الزوجين
الحياة مبنية على التضاد والتمايز
وعلى القليل والكثير والقريب والبعيد
واي جانب طغى على حساب الاخر
افسد بقية الجوانب او علقها او شوهها
اقصد بان الجدية الدائمة في كل شيء
لا تصلح .. فهناك اوقات تستدعي المرح
واللعب وتلطيف مناخ العشرة
ولنا في رسول الله قدوة
فقد كان يلاعب زوجاته
ويمازحهن ويسابقهن
لان المرأة بالذات تميل
الى المرح واللعب اكثر من الرجل
وفي الحديث فيما معناه
ثلاث لا تعد من اللهو
ومنها ملاعبة الرجل اهله
الموضوع طويل ويطول
ولكن لعلي اطرح ذلك في موضوع مستقل
واعتذر عن الاطالة
ولكن احببت ان اكتب
وادون شيء مما يجب
ان تكون عليه البيوت الزوجية
تقديري
ِ
ً
يقول الاديب الكبير الطنطاوي :
لو تزوجت ليلى بقيس
لوجدتهم الان في اكبر المحاكم :)
يقصد بان كل ما كان من عشق وهوس وهذيان
سيذهب مع الالتقاء والتلامس وبلوغ المقصد
وتبدأ الحياة الواقعية ومافيها من خلافات ومشاكل
وهذا فيه جانب صحيح كمجمل لا كتفصيل
بداية كلنا نعلم ان النفس تميل للبعيد عنها
وتظل تطلبه وقد تفعل المستحيل لتصله
ثم اذا حصل لها هذا المطلب وتحقق لها
عندها تبرد عزيمة شوقها وولهها وحنينها
ولا اقول تختفي لكن ليست كما كانت من قبل
وهذه هي سنة الحياة والواقع
فكل ممتنع مرغوب وكل غامض مطلوب
وكل قريب مزهود وكل سهل مصروف عنه الطلب
ولكن ليس الامر كما نتخيل ونتصور
فالزواج هو القمة التي يصل اليها الزوجين
فإما ان يحافظا على البقاء والاستمرار
و إما ان ينحذرا الى الاسفل
والمحافظة تكون بامور كثيرة
ومنها ما يلي :
هناك تجديد المناخ الاسري
بوضع مسافة بسيطة يتولد فيها الاحترام
والتقدير والشوق والرغبة
وهذه المسافة ليست في النوم مثلاً
او في الجلوس او في المركب
وانما في عدم ابتذال الشخصية
فيبقى لكل منهما شخصيته المستقلة
وتبقى الخصوصية حق مشروع لكل منهما
دون تدخل طرف في طرف
إلا فيما يستدعي ذلك فقط
فالزوج يجب ان يكون ذا طابع جاد واثق
غير متجهم ولا متجبر ولا متعند ولاجاف
وانما يكون اكثر هدوء واتزان وتعقل
لا ان يكون ساذجاً درويشاً
لا يفرق بين الجد والهزل
ولا بين المرح وغيره
بل يلبس لكل مناسبة لبوسها
وكذلك الزوجة تكون ذات شخصية متزنة
وذات حياء جاذب واحترام وتقدير
ومن هنا تتوازن الامور وتستمر وتنجح
لكن ان تلغى كل الحدود وكل الخصوصية
بحجة الميانة وبحجة المحبة والثقة !
فسوف تصل بهم الامور إلى الخصام
وإلى عدم تقدير كل منها للاخر
ما قلته قد لا يفهم بالشكل الذي اعنيه
ولكنه حقيقة يجب ان تدرك
فلا اعني ان يكونا كغريبين
او ان يتعاملا برسمية وتعالي
لا .. بل يتركا مجالاً للتوازن
لان الميانة تولد التجرؤ
على اقتحام الخصوصية
وتطمس كل معالم التقدير
النفس البشرية تحترم كل من يحترم ذاته
وتقدر كل من يضع له حدود في حياته
وكل من لديه مبادئ وقوانين لا يتخلى عنها
فالزوج يحب زوجته ويعشقها
ويتفانى في اسعادها
لكنه مع هذا كله يرشدها
الى ان هناك حدود لكلى الطرفين
وهذه الحدود هي النجاح بذاته
وسبب استمرار العلاقة وزيادتها
ناتي الى التجديد المطلوب
في الحياة الزوجية
التجديد يكون في كل شيء
في المشاعر
في الاهتمام
في الملبس
في الاثاث
في الاسلوب
في تغيير المكان او تغيير هيئته
في السفر
في امور كثيرة
التجديد سمة الناجحين
لان الرتابة والبقاء على وضع واحد
تبعث على الملل والزهد والبرود
وحتى ندرك اهمية التجديد
ففي الجنة وهي الكمال
كل شيء فيها يتجدد باستمرار
فالزوج يخرج من عند زوجته ثم يعود
فيراها في شكل افضل مما كانت عليه
وكذلك تراه في وضع افضل مما كان عليه
بل حتى في المأكل والمشرب والملبس
والمهم هو ان ندرك اهمية التجديد
واهمية الابتعاد عن الرتابة والعادة
هناك الهدايا وهي جزء مهم جداً
فالهدايا ليست في قيمتها
بقدر ما هي في معناها ومهديها
واجمل الهدايا هي التي تأتي مفاجأة
سواء كان لها مناسبة او لا
حتى لو كانت على شكل وردة
وأتت فجأة فإن لها وقع في النفس كبير
او رسالة فيها صدق المشاعر
او حتى حوالة او اي شيء يكون مناسباً
والهدايا كما في الحديث "محبة"
لذلك الاهتمام بهذا الجانب امر حتمي
هناك المشاركة والتعاضد في الاحداث
كأن يتشاركا الافراح والمناسبات
واوقات التعب والالم
فالمواساة حب
والاحساس بالطرف الاخر حب
هناك الاهتمام وهو اساس العلاقة
الاهتمام يشعر الانسان
بان له قيمة وقدر
ولا يقتصر الاهتمام
على الامور الكبيرة فحسب
بل حتى اصغر التفاصيل
والتي لا تكاد تذكر
الاهتمام يتمثل في شخص يشعر
ولديه احساس وتنبه وفطنة
بحيث يُشعر الطرف الاخر
بانه معه في كل شيء
وانه سنده في كل شيء
الاهتمام ينبع ويتولد
من المكانة التي يحملها كل منهما
فكلما كان الاهتمام عال
كانت المكانة عالية
وكلما قل قلت المكانة
والاهتمام بمشاعر الطرف الاخر
سواء فرح او حزن
سواء سعة او ضيق
ومقاسمته كل شؤونه واموره
يجعل الاحاسيس تتوقد
وتزيد المحبة وتعلو وتمتد
وبالمقابل فعدم الاهتمام بحجة ضمان الاخر
وبحجة العادة او توهم الاهتمام
تولد النفرة والتباعد المعنوي والمشاعري
هناك الفهم
بحيث يفهم كلى الطرفين الاخر
يفهم متى يكون حزيناً او مكروباً او مرتاحاً
او لديه مشاكل او يريد امر ما
وعلى غرار ذلك يتعامل معه بكل ذكاء
ويسلك الطرق التي فيها النفع والسعادة
وكما قيل .. يملكني من يفهمني ..
هناك الشعور بالمسؤولية
بحيث يستشعر كل طرف مسؤوليته
تجاه الطرف الاخر وتجاه بيته وحياته الاسرية
وكل في مجاله الذي خلقه الله له
هناك الصبر والتغاضي والتغافل
هذه الصفات بالذات
اذا خلت منها البيوت فالخراب
والمشاكل والخلافات لابد ان تقع
فليس على كل شيء تتم المحاسبة
ولا كل كلمة يتم وضعها تحت المجهر
ولا كل تصرف يتم تفسيره بالضد
ولا كل خطأ يجب ان يتنبه له
هناك اخطاء تحصل وقد تكون اجتهاد
او عن غير قصد او عن تهور وحالة نفسية
او غيرة .. او سماع من طرف ثالث
لذلك التغافل عن مثل هذه الاحداث
هو الذكاء الذي يجعل الامور
تسير في مسارها الصحيح
ويترك لها مجالاً للرجوع
والتصحيح والتبرير وحسن الظن
والتثبت كذلك يجعل الامور واضحة
اخيراً المرح واللعب والانس
نحن لسنا جمادات
حتى لا نضحك ولا نلعب
بل نحن بشر بمشاعر واحاسيس
فيجب ان يكون لجانب المرح
واللعب والوناسة جانب من حياة الزوجين
الحياة مبنية على التضاد والتمايز
وعلى القليل والكثير والقريب والبعيد
واي جانب طغى على حساب الاخر
افسد بقية الجوانب او علقها او شوهها
اقصد بان الجدية الدائمة في كل شيء
لا تصلح .. فهناك اوقات تستدعي المرح
واللعب وتلطيف مناخ العشرة
ولنا في رسول الله قدوة
فقد كان يلاعب زوجاته
ويمازحهن ويسابقهن
لان المرأة بالذات تميل
الى المرح واللعب اكثر من الرجل
وفي الحديث فيما معناه
ثلاث لا تعد من اللهو
ومنها ملاعبة الرجل اهله
الموضوع طويل ويطول
ولكن لعلي اطرح ذلك في موضوع مستقل
واعتذر عن الاطالة
ولكن احببت ان اكتب
وادون شيء مما يجب
ان تكون عليه البيوت الزوجية
تقديري
ِ