طُليْطل
04-02-2021, 08:46 PM
ياساهر الليل هيا _ " مفاجآت الطريق! "
اهلاً بكم ،في ليلةٍ من الليالي انطلقتُ من العروس" جدة " الى ينبع بلاد الحبايب
بعد ان قرعت الجامعة اجراسها معلنه نهاية الاجازة وعلى ظهرِ دابّتي اليابانية
انطلقت مع نور القمرِ عبر الطريقِ السريع الممل برفقة أبي عبدالله المداح
وعلبة سجائر بيضاء من وارد بلاد الالمان يُقالُ لها " دافيدوف "
تِبغها مُعتّق ، و لفائفها مُصطفاةٌ ، خفيفةٌ على الصدرِ ، ثقيلةٌ على الرأسِ ،
مُحرقةٌ لأوجاع الحياة ، دُخانها زكيّ ، و نفثُها ممتعٌ ، وهي للنخبه من المدخنين لا الدهماء!
كانت أُغنياتي خالصةً و مُنتقاه .. فطريق مثل هذا يحتاج الى الاغنيات المكبلهه
المليئة بالاعادات والتطريب مما يُهوّنُ عليك وعثاء السفر .
وعندما وصلتُ إلى مكان يُقالُ لهُ "صعبر" سلكت الطريق المختصر وهو عبارة
عن طريق ذو مسارين " رايح جاي"مليئ بالحفر ومرتع للشاحنات
تذكرتُ حينها مُعلمي الذي قضى نحبهُ على هذا الطريق حيث ارتطم بشاحنة
لم يرَ النور بعدها رحمه الله ، فصرتُ أمشي الهوينا خوفاً من الموت !
كان الليلُ في الطريق غريب ، وِحدةٌ و ليلٌ و موتٌ وطلال والله المستعان !
استعذتُ بالله من الشيطانِ ، وتذكرتُ قول المصطفى بأن الأرض تُطوى ليلاً
ثم ضربتُ كبد دابّتي مُسرعاً بها لعلّي أن أصل قبل أن يصلني الموتُ !
غنّى المداح يا ساهر الليل هَيّا و كأنّهُ والله يشعر بي !
غُصتُ بين كمنجاتِ الأغنية وحبال صوت المداح المخملية فأصبحت غريقاََ
في بحر النشوة والطرب ، لا أنا في الطريقِ ولا الطريقُ فَيّ
ولا أدركُ أي شيء في الكون سوى أن المداح يُغني لي الآن !
فجأةََ رأيتُ نوراً أحمراً على غير العادة ، تشنّج جهازي العصبي فجأة
و جعلني أدوسُ على الفرامل بُكلِّ أملي في الحياة !
شاحنةً مُحمّلةً بالتّراب .. وكنتُ أطيرُ إليها من الخلفِ ،
ولولا سترُ الله لدفنتُ نفسي في بطحائها ,اكتفيت بتقبيل مؤخرتها والله المستعان !
هربتُ من سائق الشاحنة قبل ان يقتلني ، فكما تعلمون حبوب الكبتاجون
فرض كفايةٍ عند هذه الفئة من البشرية ، و أنا وحيدٌ و أعزلٌ!
كانت عظامي ترتجف من هيبة الموت ..
استعذتُ بالله وأشعلتُ سيجارتي وحمدت الله على النجاة .
نصيحة ..
https://l.top4top.io/p_1719wi4bu1.jpg
عزيزي السائق .. اذا قدر الله عليك وطلعت مشوار في الليل
احذر ان تسلك الطرق ذات المسارين "رايح جاي " في الليل ، انتبه !
فهي مخصصه لسائقي الشاحنات هاتكي شرف الليل، إخوة الكبتاجون
و المبيت في المقعدة الخلفية لاعني والديّ الأشياء الأصغر منهم !
طليطل :)
اهلاً بكم ،في ليلةٍ من الليالي انطلقتُ من العروس" جدة " الى ينبع بلاد الحبايب
بعد ان قرعت الجامعة اجراسها معلنه نهاية الاجازة وعلى ظهرِ دابّتي اليابانية
انطلقت مع نور القمرِ عبر الطريقِ السريع الممل برفقة أبي عبدالله المداح
وعلبة سجائر بيضاء من وارد بلاد الالمان يُقالُ لها " دافيدوف "
تِبغها مُعتّق ، و لفائفها مُصطفاةٌ ، خفيفةٌ على الصدرِ ، ثقيلةٌ على الرأسِ ،
مُحرقةٌ لأوجاع الحياة ، دُخانها زكيّ ، و نفثُها ممتعٌ ، وهي للنخبه من المدخنين لا الدهماء!
كانت أُغنياتي خالصةً و مُنتقاه .. فطريق مثل هذا يحتاج الى الاغنيات المكبلهه
المليئة بالاعادات والتطريب مما يُهوّنُ عليك وعثاء السفر .
وعندما وصلتُ إلى مكان يُقالُ لهُ "صعبر" سلكت الطريق المختصر وهو عبارة
عن طريق ذو مسارين " رايح جاي"مليئ بالحفر ومرتع للشاحنات
تذكرتُ حينها مُعلمي الذي قضى نحبهُ على هذا الطريق حيث ارتطم بشاحنة
لم يرَ النور بعدها رحمه الله ، فصرتُ أمشي الهوينا خوفاً من الموت !
كان الليلُ في الطريق غريب ، وِحدةٌ و ليلٌ و موتٌ وطلال والله المستعان !
استعذتُ بالله من الشيطانِ ، وتذكرتُ قول المصطفى بأن الأرض تُطوى ليلاً
ثم ضربتُ كبد دابّتي مُسرعاً بها لعلّي أن أصل قبل أن يصلني الموتُ !
غنّى المداح يا ساهر الليل هَيّا و كأنّهُ والله يشعر بي !
غُصتُ بين كمنجاتِ الأغنية وحبال صوت المداح المخملية فأصبحت غريقاََ
في بحر النشوة والطرب ، لا أنا في الطريقِ ولا الطريقُ فَيّ
ولا أدركُ أي شيء في الكون سوى أن المداح يُغني لي الآن !
فجأةََ رأيتُ نوراً أحمراً على غير العادة ، تشنّج جهازي العصبي فجأة
و جعلني أدوسُ على الفرامل بُكلِّ أملي في الحياة !
شاحنةً مُحمّلةً بالتّراب .. وكنتُ أطيرُ إليها من الخلفِ ،
ولولا سترُ الله لدفنتُ نفسي في بطحائها ,اكتفيت بتقبيل مؤخرتها والله المستعان !
هربتُ من سائق الشاحنة قبل ان يقتلني ، فكما تعلمون حبوب الكبتاجون
فرض كفايةٍ عند هذه الفئة من البشرية ، و أنا وحيدٌ و أعزلٌ!
كانت عظامي ترتجف من هيبة الموت ..
استعذتُ بالله وأشعلتُ سيجارتي وحمدت الله على النجاة .
نصيحة ..
https://l.top4top.io/p_1719wi4bu1.jpg
عزيزي السائق .. اذا قدر الله عليك وطلعت مشوار في الليل
احذر ان تسلك الطرق ذات المسارين "رايح جاي " في الليل ، انتبه !
فهي مخصصه لسائقي الشاحنات هاتكي شرف الليل، إخوة الكبتاجون
و المبيت في المقعدة الخلفية لاعني والديّ الأشياء الأصغر منهم !
طليطل :)