سحابة صيف
03-21-2021, 08:32 AM
أَنَا الَّتِي أَقَامَت صَلَاة الْفَقْد ، خَاشِعَةٌ بـ جَوَارِح مِلْؤُهَا الْأَلَم
تستوطنني مِيَاه الْحَسْرَة . . . بـ دَاخِلِيّ جَمْرَة فَتِيلِهَا رَمَاد انفاسي
أَسْكَن الْغُرْبَة وَالتِّيه . . عَائِدَةً مِنْ شَجّ السَّمَاءِ بَعْدَ أَنْ ثَبَتُ الْأَوْجَاع بـ سَحَابَة
أَنَا كَاتَبَه لِلْهِجْرَة وَالْحَبّ ، يكتبني الْقَلَم وأكتبه
,،
أولُ قبرٍ حفرتُهْ دَفنتُ فِيهِ عيدَ مَولدِيْ ,
حيثُ كَسِرتُ النَبضَ ودَرجتُ تَارِيخَ مَيلادِي ضِمنَ قَائِمةِ الاغتِيالَاتِ ..
ازْدادَ مَرَضِي لَيلَتها و ازدَادَ ضَعفِيْ ,
حَتى بَدأتُ أخشَى أنْ ألعَنَ المَرَضَ
فَأطرُدُهُ مِن رَحمةِ اللهِ و يَفتِكُ بِيْ ’,
يزِيدُنِي آهًا و حَسرةْ و وَجَعًا مُبَاغِتًا لِكُلِ أعضَائيْ ..
كنتُ ضَعِيفَةً كَغُصنِ شَجَرةِ الكَرَزِ ,
مُمَزَقةُ جُذُورِي .. وَنفسِي فِي إضْطِرابٍ !
أوَلُ قَبرٍ حَفَرهُ لِي القَدَرْ
سَلَبَ مِنِي آخَرُ قَطرةٍ من عرقِي البَاقِي لتصدِيرِ بَقائِي لِجَسدِيْ ’
زَادَنِي تَشَتُتًا ..
زَادَنِي وهَنًا و إنبَثَقَ الحُزنُ مِن سَماءٍ مُختلفَةٍ عَن قلبِي
و عَلى غِرارِ الأيَامِ البَاقِية ’
ذَبلت زُهورِي كُلها حَتى إنتَشلت المَاء الَموبوءُ مِن صَدرِيْ !
ولَم أٌفطَم مِن آلآمي
إلى حِينِ إمتدت أصَابعِي لِنهايةِ مُثخَنَة بالأزماتِ ,
للحظاتٍ حَمقاءٍ كِدتُ فِيها أن أصلُبَ ذَاتِي الحَزِينة بِذاتِي ..
أنا مُنحَدرة مِن سُلالَاتِ الخَساراتِ العَظِيمة ,
الخَساراتِ التِي تُسقِطُنِي مِن الهاوِية و أقِفُ بِلا كَسرٍ !
و مأوىً جَدِيدْ , يَضُمُ أشلائِيْ ..
سَماءٌ ماطِرة نَالت مِن البَردِ ما تَشتَهِيهْ , غيمٌ و صَواعِقْ !
جَاءَ كُلُ شَيءٍ / البُشرى و الشَفتينِ الزَهريتينِ ,
- كَيفَ هُو الوقتُ دُونِيْ ؟
- لا أعِيشُ يا حَبِيبتِيْ , لا أعِيشْ !
- بلْ سَاكِنٌ فِي أسطُرِ دَفاتِي المُغربّة بعدْك ..
- خَلدّيني !
- دَثّرني بِضلعِكَ الأعوَجْ ,
- سامِرِيهِ , أحِبيهِ كَما يُحِبُكِ صَاحِبهُ !
- دَعنِي أُقبلهُ إذًا , .
سَكنتَ أنتَ بِصَدرِي رَبِيعًا مُزهرًا ,
إلتمسْتَ إضْطِرابَ الحَنِينِ و هدأتَ مِن رَوعِه ..
ثَرثَرةٌ بارِدة , و كأسٌ يَسكُبْ الهُدوءَ و المُوسِيقَى التُركِيّة لِحُنجُرتِيْ !
غّنِي يَا كَلِماتِيْ , غنِي مَاءًا فاتِرًا يَدفءْ لَدَيهِ المُجمدَتَينِ ,.
نَثرتَ تِيهَ الأُمنياتِ صَوبَ الإطمئنانِ ,
هُناكَ فِي ضَجِيجِ الغُرباءِ يا سُكونِي
مُولعةٌ أنَا بِالإنفرادِ ..
و إنهارَت أحلَامِيْ , تهَدّمت مِن الشَرقِ للغربِ
بَقى النَهارُ طَوِيلا ,
مَاكِثًا فِي سَرِيرِيْ مَانِعًا إيَايْ مِن بَثِ الدَمعِ عَلى شَراشِفِ وِسادَتِيْ
ضَاعَت أُمنِية الأمسِ يا إنسدَادَ الغَدِ
و عُدتُ طِفلةً تُجهِشُ بِالبُكاءِ ثَاقِبةً عَينَ اللَيلِ
إشْتاطَ رذَاذُ الحَنِينِ بِالوِقارِ هذَا المَساءِ ,
يَقتَلِعُ الثَباتَ و همِسُ بأنَ صَبرِي ضَعيفُ وحانَ وَقتُ الرّحِيلُ !
حَتى أنّ طِيبَ مَذاقَ حُضُورِكْ , دَاهَمَهُ عَلقَمُ الألمِ الذِي زَرعتَهُ بِيْ !
سَرى بِي الحُزنُ , حزنُ السَماءِ و الأسْرَىْ ,
و أودَاجِي لا تَبُح بِسِرِ الوَهنِ
فكِدتُ أغرَقُ فِي فناجِينِ الكُتمانِ , و أغرَقْ .. أغرقْ !
كَم مِن قَدَم حَنِينٍ جَابتْ طُرقاتَ الإنتِظارِ لَيلًا و نَهارًا
طولًا بِعرضٍ و مَا وَرثتنا إلا لَكمةً
تُكابِدُها صُراخُ إمرأةٍ كَهلة : إستَفِيقِي يَا ذاتَ الحُلمِ المَبتُورِ !
خُذلانٌ ما أسفَرتْ عَن سِجِلاتِ النُكرانِ ,
وَكم من الهَزائِم التِي طَرحتنَا أرضًا !
كُل النِهاياتِ و إن ترَدَدَ بُزُوغها ,
حَتمًا ستَطِيبُ بِنفحَةٍ من الإنكِسارِ ’
أيُ ذَنبٍ إرتَكَبَتُه فَأجلَدُ بِسوطِ الغِيابْ , أيُ ذنبٍ ؟
و غَادَرنِي بِأخَرِ سِيجارَةٍ لِـ تُطّيبُ جُروحِيْ ,
حَيثُ يتمَلَكُنِي الألَم و يَقتِلُني شَيئًا فَشيئًا
و يَنتَهِي صَبرِيْ ,
أُصَافِحُ المَاضِيْ , كَم وددتُ أن يسرِي الليلُ فِي صَدرِكَ
و يختبِئَ البَردُ بَينَ أضْلاعِكَ و تِلكَ الرَعشاتِ بَينَكَ تَستَكِينْ !
كَيفَ شَرّدتَنِي مِن صَدرِكْ ؟
كَيفَ جَعَلتَنِي أبْتَعِدُ عَن مَسْكَنِيْ ؟
كَيفَ هَجَرتَنِيْ و بَعَثتَنِي لأرْوآحِ الشَيَاطِينِ حَتى أرْبَكتَ سَكِينَتَها
وَ غدَوتَ أنتَ , كَما أنتَ .. الجَلادُ و السَجانْ !
جَعلتَنِي مَشْهَدًا , يَكتَنِزُ الإبتِهآلاتَ المَوجوعَة في يَنبُوعِ ذِكرياتِنا
حَتى نَثَرْتَ الكُحلَ الأسوَدَ بِحدقَةِ عينيْ اليُسْرَى ,.
العَينُ التِيْ لَم تبتَغِيها كَرشوَةٍ لِتقطُنَ فِيّ
لأرَاكَ فِي كُلِ الوجُوهِ –
ولَا أخشَى شَيئًا عَدا أن أُنادِيْ الجَمِيعَ بإسمك ,
الأسمُ الذِيْ يَبُثُ الأنَسَ لِكُلِ الأنسِ إلا أنا !
غدَوتُ يَائِسةً مِن كُلِ شيءٍ ,
مِن كُل خُطوةٍ أخطُوها غَيرَ مُدرِكةٍ لِنِهايةِ مَسارِيْ
هَذهِ أنا / أتَرَبَصُ بِالمارِقِينْ ..
أبتَكِرُ فِي خُطُواتِهِم سِينارْيو لأُسعِدَ نَفسِيْ بـ الآشيءِ
أحبَبتُكَ دَاءً أصَابَ أطْرافِيْ ,
مَلأ أحدَاقِي بِنظراتِ المُشَكِكِينَ ,.أقصِدُ الشَامِتينَ
و نَشرَت علَى حِبالِي خُبثَكَ ,
فأصَابت بَياضَ قلبِي الذِي أحبَكَ بِلا مُقابِل
عَدا ضَرِيبةِ الخِيانة !
أرَأيتَ كَم يَبكِي الحَنينُ علَى مَشارِفْ إنتِظارِكْ ,
كَيفَ كادَ يقتلهُ دِفءُ إحساسِهِ ,
كَيفَ تَوعَكَ الصَبرِ بِـ الآ صَبرِ و إختَنَقَ مُتأثِرًا بِماهِيتَكَ المُلفَقّة ؟
لا شَيءَ حَاليًا يَشغل غُورَ خَندَقِ أُمنِياتِي , سَرقتها مِنِي أجمَعْ
لتُنازِعَ خُيوطَ الشَمسِ .. لعلّ الغَدَ أفضَل ’ أفضَلٌ !
أشْتاقُكَ أنَا , و أعرِفُ أنَ رغبَةً جامِحة فِي الوَصِلِ تَنتَابُكْ ..
و لإنقِشاعِ غَيمِ حُضُورِي , أنتَ تَعصِف ْ
فأحذَرَ طَقسِيْ , و الجَوُ المُتقلِبْ
علّها تُمطِرْ !
وَ تَسأَلُنِي بَعدَ شِفائِيْ كَيفَ أًصْبَحتُ امْرأةً حَاقِدةْ ؟
تَسَللتْ السَكِينة بِقلبِها و لَم يَعد اسمُكَ يُؤرقُنِي ويُؤذِي سَمعِيْ ؟
مدجَجَةُ بِالصُراخِ ,
لتُثبِتَ لَكَ أنَها مَا عَادت تَشكُوا مِن الغَصّة
التِي زَرعتها بِحَلقِها قَبلَ رَحِيلكَ بِخيانَةْ
عَادت مُنتَشِلةً لِكُلِ أوهامِها و أوجَاعِها
حَتى أحلَامِها المُدبلَجة على لُغةٍ
( لَن تَتَحققْ مَا دَامَ هُوَ مَن يَتَمَلَكُها )
أتَدرِي أنِي مَا عُدت أملِكُ وَقتًا لِمُحاسَبَتِك
علَى خُذلانِي وَلا عَلى الوَقتِ الذِي مَضِيتهُ بِلا السِينِ
الـ إدَعَيتَ أنَكّ مُلكُها مَا حَيّت ؟
وُهناكَ مَن تَتَمَلَكُكَ !
هَل أخبَرتُكَ سَابِقًا أنِي لَكَ وَطنْ ؟
مَهما طَالَ الزّمانُ و إبتَعدتَ ..
هَجرتَنِي وَ حَرِقتَ طَرفًا مِنِيْ , سَتَعودُ لأرضِيْ طَالبًا إحتِوائِيْ
و لِأُرِيكَ كَمْ مِنَ الحَضَارَةِ تَحتَوِينيْ ,
سأُعطِيكَ ذِكرى تدفئ بِها نَفسَكْ , لَيسَت لِيْ .. لَستَ بِها !
لكنَها دَافِئةُ لا تَتَخَلَلُها خِيانة ,
أصْبَحتَ أنتَ كَسِيجارةْ ,
أشْهَقُها حَتى يتأجَجُ صَدرِي بِكَ ثُمَ أنثُرْ أشْلاءك !
بأمرٍ مُحتَمٍ مِن الإخْتِناقٍ , فأُراقِبُكَ تَتَطايَرْ أمَامِيْ
أخبِرنِي عَن الذِي يَقطُنُ فِيهِ الوَجَعْ , عَداكْ ..
وقلْ زَمانِ الأولِ تحولْ
والحديث كان ليطول ...لكنه بُتر
ملاحظة : الخاطرة لا تمثلني ، كانت تجربة لـ ترجمة احساس احدى بطلات رواية قرأتها منذ زمان بعيد نسيت أسمها ولكن الأحداث بقيت تترد في خاطري ..
وتقريباً أسجلها كأطول خاطرة لي :11:
تستوطنني مِيَاه الْحَسْرَة . . . بـ دَاخِلِيّ جَمْرَة فَتِيلِهَا رَمَاد انفاسي
أَسْكَن الْغُرْبَة وَالتِّيه . . عَائِدَةً مِنْ شَجّ السَّمَاءِ بَعْدَ أَنْ ثَبَتُ الْأَوْجَاع بـ سَحَابَة
أَنَا كَاتَبَه لِلْهِجْرَة وَالْحَبّ ، يكتبني الْقَلَم وأكتبه
,،
أولُ قبرٍ حفرتُهْ دَفنتُ فِيهِ عيدَ مَولدِيْ ,
حيثُ كَسِرتُ النَبضَ ودَرجتُ تَارِيخَ مَيلادِي ضِمنَ قَائِمةِ الاغتِيالَاتِ ..
ازْدادَ مَرَضِي لَيلَتها و ازدَادَ ضَعفِيْ ,
حَتى بَدأتُ أخشَى أنْ ألعَنَ المَرَضَ
فَأطرُدُهُ مِن رَحمةِ اللهِ و يَفتِكُ بِيْ ’,
يزِيدُنِي آهًا و حَسرةْ و وَجَعًا مُبَاغِتًا لِكُلِ أعضَائيْ ..
كنتُ ضَعِيفَةً كَغُصنِ شَجَرةِ الكَرَزِ ,
مُمَزَقةُ جُذُورِي .. وَنفسِي فِي إضْطِرابٍ !
أوَلُ قَبرٍ حَفَرهُ لِي القَدَرْ
سَلَبَ مِنِي آخَرُ قَطرةٍ من عرقِي البَاقِي لتصدِيرِ بَقائِي لِجَسدِيْ ’
زَادَنِي تَشَتُتًا ..
زَادَنِي وهَنًا و إنبَثَقَ الحُزنُ مِن سَماءٍ مُختلفَةٍ عَن قلبِي
و عَلى غِرارِ الأيَامِ البَاقِية ’
ذَبلت زُهورِي كُلها حَتى إنتَشلت المَاء الَموبوءُ مِن صَدرِيْ !
ولَم أٌفطَم مِن آلآمي
إلى حِينِ إمتدت أصَابعِي لِنهايةِ مُثخَنَة بالأزماتِ ,
للحظاتٍ حَمقاءٍ كِدتُ فِيها أن أصلُبَ ذَاتِي الحَزِينة بِذاتِي ..
أنا مُنحَدرة مِن سُلالَاتِ الخَساراتِ العَظِيمة ,
الخَساراتِ التِي تُسقِطُنِي مِن الهاوِية و أقِفُ بِلا كَسرٍ !
و مأوىً جَدِيدْ , يَضُمُ أشلائِيْ ..
سَماءٌ ماطِرة نَالت مِن البَردِ ما تَشتَهِيهْ , غيمٌ و صَواعِقْ !
جَاءَ كُلُ شَيءٍ / البُشرى و الشَفتينِ الزَهريتينِ ,
- كَيفَ هُو الوقتُ دُونِيْ ؟
- لا أعِيشُ يا حَبِيبتِيْ , لا أعِيشْ !
- بلْ سَاكِنٌ فِي أسطُرِ دَفاتِي المُغربّة بعدْك ..
- خَلدّيني !
- دَثّرني بِضلعِكَ الأعوَجْ ,
- سامِرِيهِ , أحِبيهِ كَما يُحِبُكِ صَاحِبهُ !
- دَعنِي أُقبلهُ إذًا , .
سَكنتَ أنتَ بِصَدرِي رَبِيعًا مُزهرًا ,
إلتمسْتَ إضْطِرابَ الحَنِينِ و هدأتَ مِن رَوعِه ..
ثَرثَرةٌ بارِدة , و كأسٌ يَسكُبْ الهُدوءَ و المُوسِيقَى التُركِيّة لِحُنجُرتِيْ !
غّنِي يَا كَلِماتِيْ , غنِي مَاءًا فاتِرًا يَدفءْ لَدَيهِ المُجمدَتَينِ ,.
نَثرتَ تِيهَ الأُمنياتِ صَوبَ الإطمئنانِ ,
هُناكَ فِي ضَجِيجِ الغُرباءِ يا سُكونِي
مُولعةٌ أنَا بِالإنفرادِ ..
و إنهارَت أحلَامِيْ , تهَدّمت مِن الشَرقِ للغربِ
بَقى النَهارُ طَوِيلا ,
مَاكِثًا فِي سَرِيرِيْ مَانِعًا إيَايْ مِن بَثِ الدَمعِ عَلى شَراشِفِ وِسادَتِيْ
ضَاعَت أُمنِية الأمسِ يا إنسدَادَ الغَدِ
و عُدتُ طِفلةً تُجهِشُ بِالبُكاءِ ثَاقِبةً عَينَ اللَيلِ
إشْتاطَ رذَاذُ الحَنِينِ بِالوِقارِ هذَا المَساءِ ,
يَقتَلِعُ الثَباتَ و همِسُ بأنَ صَبرِي ضَعيفُ وحانَ وَقتُ الرّحِيلُ !
حَتى أنّ طِيبَ مَذاقَ حُضُورِكْ , دَاهَمَهُ عَلقَمُ الألمِ الذِي زَرعتَهُ بِيْ !
سَرى بِي الحُزنُ , حزنُ السَماءِ و الأسْرَىْ ,
و أودَاجِي لا تَبُح بِسِرِ الوَهنِ
فكِدتُ أغرَقُ فِي فناجِينِ الكُتمانِ , و أغرَقْ .. أغرقْ !
كَم مِن قَدَم حَنِينٍ جَابتْ طُرقاتَ الإنتِظارِ لَيلًا و نَهارًا
طولًا بِعرضٍ و مَا وَرثتنا إلا لَكمةً
تُكابِدُها صُراخُ إمرأةٍ كَهلة : إستَفِيقِي يَا ذاتَ الحُلمِ المَبتُورِ !
خُذلانٌ ما أسفَرتْ عَن سِجِلاتِ النُكرانِ ,
وَكم من الهَزائِم التِي طَرحتنَا أرضًا !
كُل النِهاياتِ و إن ترَدَدَ بُزُوغها ,
حَتمًا ستَطِيبُ بِنفحَةٍ من الإنكِسارِ ’
أيُ ذَنبٍ إرتَكَبَتُه فَأجلَدُ بِسوطِ الغِيابْ , أيُ ذنبٍ ؟
و غَادَرنِي بِأخَرِ سِيجارَةٍ لِـ تُطّيبُ جُروحِيْ ,
حَيثُ يتمَلَكُنِي الألَم و يَقتِلُني شَيئًا فَشيئًا
و يَنتَهِي صَبرِيْ ,
أُصَافِحُ المَاضِيْ , كَم وددتُ أن يسرِي الليلُ فِي صَدرِكَ
و يختبِئَ البَردُ بَينَ أضْلاعِكَ و تِلكَ الرَعشاتِ بَينَكَ تَستَكِينْ !
كَيفَ شَرّدتَنِي مِن صَدرِكْ ؟
كَيفَ جَعَلتَنِي أبْتَعِدُ عَن مَسْكَنِيْ ؟
كَيفَ هَجَرتَنِيْ و بَعَثتَنِي لأرْوآحِ الشَيَاطِينِ حَتى أرْبَكتَ سَكِينَتَها
وَ غدَوتَ أنتَ , كَما أنتَ .. الجَلادُ و السَجانْ !
جَعلتَنِي مَشْهَدًا , يَكتَنِزُ الإبتِهآلاتَ المَوجوعَة في يَنبُوعِ ذِكرياتِنا
حَتى نَثَرْتَ الكُحلَ الأسوَدَ بِحدقَةِ عينيْ اليُسْرَى ,.
العَينُ التِيْ لَم تبتَغِيها كَرشوَةٍ لِتقطُنَ فِيّ
لأرَاكَ فِي كُلِ الوجُوهِ –
ولَا أخشَى شَيئًا عَدا أن أُنادِيْ الجَمِيعَ بإسمك ,
الأسمُ الذِيْ يَبُثُ الأنَسَ لِكُلِ الأنسِ إلا أنا !
غدَوتُ يَائِسةً مِن كُلِ شيءٍ ,
مِن كُل خُطوةٍ أخطُوها غَيرَ مُدرِكةٍ لِنِهايةِ مَسارِيْ
هَذهِ أنا / أتَرَبَصُ بِالمارِقِينْ ..
أبتَكِرُ فِي خُطُواتِهِم سِينارْيو لأُسعِدَ نَفسِيْ بـ الآشيءِ
أحبَبتُكَ دَاءً أصَابَ أطْرافِيْ ,
مَلأ أحدَاقِي بِنظراتِ المُشَكِكِينَ ,.أقصِدُ الشَامِتينَ
و نَشرَت علَى حِبالِي خُبثَكَ ,
فأصَابت بَياضَ قلبِي الذِي أحبَكَ بِلا مُقابِل
عَدا ضَرِيبةِ الخِيانة !
أرَأيتَ كَم يَبكِي الحَنينُ علَى مَشارِفْ إنتِظارِكْ ,
كَيفَ كادَ يقتلهُ دِفءُ إحساسِهِ ,
كَيفَ تَوعَكَ الصَبرِ بِـ الآ صَبرِ و إختَنَقَ مُتأثِرًا بِماهِيتَكَ المُلفَقّة ؟
لا شَيءَ حَاليًا يَشغل غُورَ خَندَقِ أُمنِياتِي , سَرقتها مِنِي أجمَعْ
لتُنازِعَ خُيوطَ الشَمسِ .. لعلّ الغَدَ أفضَل ’ أفضَلٌ !
أشْتاقُكَ أنَا , و أعرِفُ أنَ رغبَةً جامِحة فِي الوَصِلِ تَنتَابُكْ ..
و لإنقِشاعِ غَيمِ حُضُورِي , أنتَ تَعصِف ْ
فأحذَرَ طَقسِيْ , و الجَوُ المُتقلِبْ
علّها تُمطِرْ !
وَ تَسأَلُنِي بَعدَ شِفائِيْ كَيفَ أًصْبَحتُ امْرأةً حَاقِدةْ ؟
تَسَللتْ السَكِينة بِقلبِها و لَم يَعد اسمُكَ يُؤرقُنِي ويُؤذِي سَمعِيْ ؟
مدجَجَةُ بِالصُراخِ ,
لتُثبِتَ لَكَ أنَها مَا عَادت تَشكُوا مِن الغَصّة
التِي زَرعتها بِحَلقِها قَبلَ رَحِيلكَ بِخيانَةْ
عَادت مُنتَشِلةً لِكُلِ أوهامِها و أوجَاعِها
حَتى أحلَامِها المُدبلَجة على لُغةٍ
( لَن تَتَحققْ مَا دَامَ هُوَ مَن يَتَمَلَكُها )
أتَدرِي أنِي مَا عُدت أملِكُ وَقتًا لِمُحاسَبَتِك
علَى خُذلانِي وَلا عَلى الوَقتِ الذِي مَضِيتهُ بِلا السِينِ
الـ إدَعَيتَ أنَكّ مُلكُها مَا حَيّت ؟
وُهناكَ مَن تَتَمَلَكُكَ !
هَل أخبَرتُكَ سَابِقًا أنِي لَكَ وَطنْ ؟
مَهما طَالَ الزّمانُ و إبتَعدتَ ..
هَجرتَنِي وَ حَرِقتَ طَرفًا مِنِيْ , سَتَعودُ لأرضِيْ طَالبًا إحتِوائِيْ
و لِأُرِيكَ كَمْ مِنَ الحَضَارَةِ تَحتَوِينيْ ,
سأُعطِيكَ ذِكرى تدفئ بِها نَفسَكْ , لَيسَت لِيْ .. لَستَ بِها !
لكنَها دَافِئةُ لا تَتَخَلَلُها خِيانة ,
أصْبَحتَ أنتَ كَسِيجارةْ ,
أشْهَقُها حَتى يتأجَجُ صَدرِي بِكَ ثُمَ أنثُرْ أشْلاءك !
بأمرٍ مُحتَمٍ مِن الإخْتِناقٍ , فأُراقِبُكَ تَتَطايَرْ أمَامِيْ
أخبِرنِي عَن الذِي يَقطُنُ فِيهِ الوَجَعْ , عَداكْ ..
وقلْ زَمانِ الأولِ تحولْ
والحديث كان ليطول ...لكنه بُتر
ملاحظة : الخاطرة لا تمثلني ، كانت تجربة لـ ترجمة احساس احدى بطلات رواية قرأتها منذ زمان بعيد نسيت أسمها ولكن الأحداث بقيت تترد في خاطري ..
وتقريباً أسجلها كأطول خاطرة لي :11: