03-03-2021, 06:05 AM | #97 |
|
رد: بصمات خيال الطير
أحبّيني بلا عُقَدِ ..
وضيعي في خطوط يدي أحبّيني لأسبوع ، لأيام ، لساعات .. فلستُ أنا الذي يهتم بالأبد .. أنا تشرين .. شهر الريح ، والأمطار ، والبرد .. أنا تشرين .. فانسحقي كصاعقة على جسدي .. أحبّيني ، بكل توحش التتر بكل حرارة الأدغال ، بكل شراسة المطر ولا تبقي .. ولا تذري ولا تتحضري أبداً .. فقد سقطت على شفتيك .. كل حضارة الحضر.. احبيني كزلزال .. كموت غير منتظر .. وخلي نهدك المعجون بالكبريت والشرر يهاجمني .. كذئب ، جائع ، خطر .. وينهشني .. ويضربني كما الأمطار تضرب ساحل الجزر.. وأبقيني على نهديك مثل النقش في الحجر .. أنا رجل بلا قدر .. فكوني أنت لي قدري .. أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا ولا تتلعثمي خجلاً .. ولا تتساقطي خوفاً.. فحين الحب يضربنا .. فلا (لماذا) ولا (كيفا) .. أحبيني .. بلا شكوى أيشكو الغمد إذ يستقبل السيفا؟ وكوني البحر والميناء ، كوني الأرض والمنفى وكوني الصحو والإعصار .. كوني اللين والعنفا.. أحبيني .. بألف وألف أسلوب ولا تتكرري كالصيف .. إني أكره الصيفا .. أحبيني .. وقوليها لأرفض أن تحبيني بلا صوت وأرفض أن أواري الحُبّ في قبر من الصمتِ.. أحبيني .. بعيداً عن بلاد القهر والكبت .. بعيداً عن مدينتنا التي شبعت من الموت .. بعيداً عن تعصبها .. بعيداً عن تخشبها أحبيني .. بعيداً عن مدينتنا التي من يوم أن كانت إليها الحُبّ لا يأتي .. إليها ملائكة الله لا تأتي .. أحبيني .. ولا تخشي على قدميك ، سيدتي ، من الماء فلن تتعمدي امرأةً .. وجسمكِ خارج الماء .. وشَعركِ خارج الماء .. فنهدك بطة بيضاء .. لا تحيا بلا ماء.. أحبيني بطهري أو بأخطائي .. بصحوي أو بأنوائي .. وغطيني ، أيا سقفاً من الأزهار ، يا غابات حناء.. تعرّي .. واسقطي مطراً .. على عطشي وصحرائي.. وذوبي في فمي كالشمع .. وانعجني بأجزائي .. تعري .. واشطري شفتي إلى نصفين .. كعصا موسى بسيناء .. .. صديقي الاسطورة نزار قباني القصيدة المتوحشة |
|
03-03-2021, 06:22 AM | #98 |
|
رد: بصمات خيال الطير
متى تفهمْ ؟
متى يا سيّدي تفهمْ ؟ بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟ متى تفهمْ ؟ متى تفهمْ ؟ أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سيجاراتكْ ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ متى تفهمْ ؟ متى تفهمْ ؟ بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ وبالعرباتِ تطرحُها بلا عددٍ.. عند أقدام عشيقاتكْ .. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ متى تفهمْ ؟ متى يا أيها المُتخمْ ؟ متى تفهمْ ؟ بأنّي لستُ مَن تهتمّْ بناركَ أو بجنَّاتكْ وأن كرامتي أكرمْ.. منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ متى تفهمْ ؟ تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ كأنَّ جميعَ من صُلبوا.. على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا.. وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ تغوصُ القدسُ في دمها.. وأنتَ صريعُ شهواتكْ تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ متى تفهمْ ؟ متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟ .. صديقي الاسطورة نزار قباني قصيدة الحُبّ والبترول |
|
03-04-2021, 07:16 PM | #99 |
|
رد: بصمات خيال الطير
قالت أراك بشوش الوجه مبتسما
وفوق خدّك تفّاح و تغريد كأنّك البدر في أبهى منازله أو أنّك الكرم تكسوه العناقيد ومن جبينك خلت الشّمس ساطعة ومن عيونك تنساب الأناشيد أما كواك لهيب العمر في زمن أفراحه -أحسن الأحوال-تسهيد؟! فقلت لاتنظري للوجه سيّدتي ولا تظنّي بأنّ القلب صنديد ماكلّ مبتسم في قلبه فرح فالبدر لا يرتجى في نوره العيد مامرّ يوم على أجفان باصرتي إلا وقد أسقيت من دمعها البيد كلّا ولا أطبقت أهدابها مقلي إلّا وفي خافقي للهمّ ترديد فأكتم الآه سرّا لا أبوح بها كأنّها في ظلام الليل تقليد قد لاترين بياض الشّيب سيدتي وليس في وجنة الخدّين أخدود ماشاب شعري ولا ذبّلت باصرتي لكنّه القلب ... تعلوه التجاعيد |
|
03-05-2021, 04:37 PM | #100 |
|
رد: بصمات خيال الطير
الدمعُ يَفضحُ سِرًا كنتُ أُخفيهِ
والآهُ تشرَحُ ما لا كنتُ أُبديهِ هذا المُعذبُ في كفيكِ مُهجتُهُ لا تفطميهِ ،فليلُ البُعدِ يُضنيه لا تحسبي الصمتَ عن نجواكِ يُبْعدُه سُكناكِ فيه وإنْ شطَّتْ مَنافيه فلا الشدائدُ عن دنياك ِتبعدُه ولا المصائبُ طعمَ الشهدِ تنسيه لو يَعْلمُ الكونُ ما يلقاهُ مِن وجع لمَا تنهَّدَ إنسٌ في نواحيهِ قالَ الرواةُ عن العشاقِ إ نهمُ :- بحرٌ يجفُّ إذا قلَّتْ مراسيه ِ والبُعدُ يطفىءُ نارَ الحبِّ مِن ألم ٍ !! (هذا الحديثُ ضعيفٌ ليس يرويه ِ) الحبُّ يَدخلُ والأبوابُ مُوْصَدَةٌ لينثرَ الوردَ في شتى روابيه ِِ أراه ُخبّأ في عينيك دمعَته فإن بكيت ِفحتما سوف تُبكيه ِ كم كان قرْبِك ِِ يروي قلبَه بَرَدا واليوم أصبحَ جمرُ البعدِ يكويه ِفأنت ِ وحدَك يا فردوسَ جنته عن النساء ِوكلِّ الغيد ِ - تغنيه ِ - يا غربة َالدار ِ والأحباب ِهل رحلتْ مراكب ُالحبِّ ليلا عن موانيه ناشدْتك ِالله َوالأهداب ُراجفة ٌ ألا تبيعي فؤادا فيك ِماضيه أقصاهُ دهرُه عمّا كان يؤنسُهُ فمَن سواك ِإلى ما كان يُدْنيه ِ لا أنزلَ الله ُمن عينيك ِ دمعَتها ولا اشتهاك ِسُهادٌ في دياجيه ِ إنْ بات يَصرخُ من جوع ٍومِنْ عطش قومي إليه ورُشي الماءَ وارْقِيْه ِ وإنْ تمَكّنَ بَرْد ُالروح ِمِنْ دمه فمَنْ سِواك ِ من الآهات ِ يدفيه إنْ جَفَّ نهْرُه ُفي بيداء ِغُرْبَته فقرّبيه إلى عينيك ِواسقيه ِ قد كان يمسَحُ ما أضناك ِمن وجع ٍ واليوم أصبح جُرْحُ البعد ِ يُضنيه لو يعلَم الصبرُ ما أبْديه ِمن جَلَد ٍ لراحَ يُعلنُ للدنيا تنحِّيه الصبرُ جاء إلى قلبي وقالَ له:- علّمتَني الصبرَ في أسمى معانيه لا - ليس يطمعُ في جيدٍ ولا شفةٍ هو القنوعُ- حبيبي- منكِ تكفيه نَدِيَّة َ-- الخدِّ هل تدرين ما فعلتْ مَجامِرُ البُعْد ِ في داجي لياليه بالأمس منكِ قضاءُ اللهِ قرَّبَه واليومَ عنك يدُ الأقدارِ تُقصيه لا تجْرَحيه فقد أدميت ِمُقلته لمَّا تمَكَّن سُهدٌ كاد يُبْليه ما كان خوفي على قلبي وخفقتِه إلا لأنك ٠٠أنت ٠٠كلُّ مَن فيه إنْ مات شوقا إلى عينيك ِمُحتسِبا— قولي – أحبك َ- في أذنيه تحييه |
|
03-05-2021, 04:42 PM | #101 |
|
رد: بصمات خيال الطير
خُذ ماتشاء من الفؤاد و خَلّ لي
عيناً أراكَ بها ليهدأ مدمعي واسكُن بصدري كيفَ شِئتَ مُنّعَما واعزِف على أوتار قلبٍ موجعِ وارقص على نبض الفؤاد و وجدهِ واسمَع مناجاة الغرام لكي تَعي واملأ كؤوساً في هَواكَ تحطّمت وازدادَ من ذاكَ الفراق تسَكُعي واكتُب حروفكَ للنجوم تُضيئُها وانثُر عُطوركَ في الجهات الأربعِ فأنا وحُبكَ والليالي صُحبَةٌ ولن أُغيَّر في غرامكَ موضعي. |
|
03-12-2021, 04:45 PM | #102 |
|
رد: بصمات خيال الطير
وأسألُ الليل أين الدربُ أسلكهُ
قد أظلمَ الدمعُ من آهاتِ أناتي قد بتُّ أبكي وصارَ البينُ يأسرني متى سألقى في عمري المسراتِ وكم تمنيتُ لو يوماً يحدثني رسولُ قلبكَ عن تلكَ المساءاتِ فكم رسمنا بها ازهار فرحتنا وكم حلمنا بأحلامٍ... . بريئاتِ ما زلتُ أرسمُ في قلبي ملامحهُ ولو نأيتُ... بآلاف المجراتِ يا من بكيتكَ والأطيارُ ترمقني تزيدُ من ألمي وحي العذاباتِ أنت الذي في فؤادي بتَّ تسكنهُ وبتَّ تحرقني دوماً بآهاتي وبِتَّ تكتبني حرفاً بقافيةٍ وبِتَّ ترسمني...... ظلاً بمرآتي أنت الذي بحنان الحب تأخذني وإن زللتُ محوتَ اليومَ زلاتي أقولُ والشوقُ والآهاتُ تأسرني ستسكن القلبَ مرسوماً بآهاتي |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الطير, بصمات, خيال |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8) | |
|
|