12-31-2020, 07:39 AM | #1 |
|
الأصدقاء الأعداء
الأصدقاء الأعداء
أقفُ ليلًا على شرفتي الضيّقة المطلّةِ على وسط المدينة. مدينتُنا الصغيرةُ تنام باكرًا كبلدةٍ ريفيّة. أحبُّ صخبَ نهاراتها وسكونَ ليلها، ولكنَّني عاجزٌ عن النوم مثلها الآن. أفكّر في تانيا، التي فاجأتني بكتابتها بعضَ الجمل المفتاحيّة على باطن كفّها قبل امتحان الجغرافيا البشريّة، كتلاميذ الابتدائيّ الأشقياء. وأفكّر في منار، التي فاجأتُها بإصراري على أن أُمتَحَنَ في الجغرافيا الطبيعيّة لدى د. حامد بدلًا من د. نزار لأنّ الأخير صديقي. كما أفكّر في ناجي، الذي أجبرتُهُ على النزول من سيّارتي وتركتُه وحيدًا بعد منتصف الليل في منطقةٍ بعيدةٍ عن العمران لأنّه رمى زجاجةَ العصير الفارغة من النافذة. وأفكّر في رنا، شقيقتي التي خاصمتُها لأنَّها سمحتْ لنفسها بأن تسكنَ مع زوجها في بناءٍ أقاماه على الأملاكِ العامّة، في مخالفةٍ قانونيّةٍ صريحةٍ قد يمكن تبريرُها للفقراء الذين لا يملكون المالَ اللازمَ لشراء الأرض والبناء واستصدارِ التراخيصِ اللازمة، لكنْ لا يمكن تبريرُها للموسِرين من أمثالهما. كلُّ هؤلاء الأشخاص انقطعتْ علاقتي بهم، أو تحوّلتْ صداقتُنا إلى عداوة، بعد أن رشّت مثاليّتي المفرطةُ الزيتَ على نار تبايناتِنا الصغيرة. فبماذا أتميّز عنهم اليومَ، وقد باتت في جعبتي خطيئةٌ أولى؟ وأين تفوّقي الأخلاقيُّ المزعوم؟ وأين سأذهبُ من نظرات ذلك العجوز؟ hgHw]rhx hgHu]hx |
:ff1g (12): |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأصدقاء, الأعداء |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|