كلحظات ِ الفرح في ليلة ِ عيد
تَمرُّ مَرَّ الفَرَاش في الحي القديم
تكتمل ُ بأخ ٍ لك َ لمْ تَلِدهُ أمك
بنغمة الجوال العالقة في بين دقات قلبك
وكأنه الميعاد الأخير
وكأن يد القدر قد دفعتك على عجل
آلو ..
مرحبا ً
مرحباً
يا توأم الفرح
مُرّني بالله عليك
نفس الشعور وقد تلاقا
نتجول في بهجة هذا الليل
وكل حكايانا زوايانا
وما خبأّهُ القلب ...
على نفحات الشاي
ولذة السكر بين الكلمات
نظرة ممتلئة بضوء القمر
لا تنساني إن لم أكن على هذه الأرض
من صدقة أو عمل من الخير
لأبادله
وأنت كذلك لا تنساني
ثم البسمة مع أمنيات الخير لكلانا
ثم ما رأيك أن نمر على بعض زملائي
ليركب معنا ثلاثة رابعهم أصغرهم
فإذا الضيقة قد تسللّت إلى صدري
أستئذنك يا علي
أشعر بصداع ٍ وثقل على الرأس
قال حينها
لا تنزل لأجلي
لتكن معي
قلت
لأجل عينيك اللتين نمى بها ضوء القمر
سأظل معك
أنزل زملائه ليعود لهم
إذ لازال في الصدر بقية حديث
تظل جدران الحي القديم باقية ً عليه
غفى القمر على بين أهداب النجوم
وتعمقت كل لحظة حينها
كبذور نثرتها كفوف المطر
الآن سأنزل يا علي
لحظة فارقة بلطف الله
لتظل النظرة من عينيه عالقة تحت الجفون
تأبى إلا أن تكون مسكنها العين
بعد نزولي بساعات
يقع لهم حادث أليم
لم أكن على علم
ولكن على حلم
آه يا علي
بل ألف آه يا دمي
لو كنت أعلم أن الموت سيتركك
لقبلت رأسه
لكنك عند الله
والله أرحم ..
والدتي التي تملك من الخير سجادتها
ومن الكنوز دعواتها
أريدك في حديث
خيراً أماه
رأيت بأن شخصاً كأنه تعبان يأتيني كثيراً
قلت له أنا لست أمك
قال بلى
أنتي أمي
ولا أريد سواك
قلت لها
لعله صاحبي علي يأتيك كثيرا ولا يريدك إلا أنتي
لتأتي لي بمصاحف إبتغاء مرضات الله ولتكن لصاحبك
بعدها بثلاث ليال
لترى فيه
بأن ماءً يُصّبُ عليه كأنه نهر
وخلفه ولد صغير
يا أمُّاه صِفيهِ لي
قالت
شعره طويل وأسود ومسدول على كتفيه
قلت هو والله علي
ومن كان خلفه والماء عليهما
هو ولد آخر كان معهم ورحل معه ..
ولن أتحدث هنا عن هزلية بعض المستشفيات والإجراءات
نتفهم أهمية الأمن وهو مطلب الجميع
ولكن حين تضع القيود على مريض لمجرد حادث ليس بالبسيط
لكسر في الجمجمة ونزيف حاد
يقوم بالسلامة ثم ترجعه مرة أخرى لزنزانته في المستشفى
بحجة أنه حادث مروري ..
هنا لتغضب يا علي كما عهدتك في حقك
ليعود النزف مرة أخرى بعد ان تلاشى
وهنا فلتقم الساعة يارب
أنا هنا ياشمس الوداع
وحين رأيتك في المنام وأنت تمسك يدي
لتصعد بي إلى السماء
ورائك السحاب
والشمس من خلفك
وتبتسم
ويدك في يدي
وحين هممت معك للدخول في السماء
تفارقت الأيدي واستيقظت والبسمة في شفتاي وصال
أنا هنا يا علي
على وجه هذه الأرض
يا وجه السماء
أنا هنا بين الصدقات والدعوات
أنا هنا
أنا يا علي ٌٌ لا أزال على العهود الوافية
وأجول في الحي القديم على حديث البارحة
فأرى ملامحك التي غمقتّها في الساكنة
أتظن أن الشاردات على التلاقي ناسية
أو أن ذاك الأمس يرحل في العقول الشاردة
كلا ومن أسمى القيامة باللظى والقارعة
ستظل ياشمس الوداع مع الصبا والذاكرة