قد طال شوقي إلى الأحباب والفكر
https://www.aldiwan.net/public/image...6682834221.png الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي الناصري التميمي قَدْ طالَ شَوقِي إِلى الأَحْبابِ والفِكَرُ وقَدْ عَرانِي لِذاكَ الهمُّ والسَّهَُر وَكَم يَجيشُ الهوَى قَلبِي فَيَترُكُنِي لا أَسْتَفِيقُ لِما آتِي وما أذَرُ وكَم نَصيحٍ أتَى يَومًا لِيعْذِلَنِي فَصَارَ يَعْذُرُنِي فِيهِمْ وَيَعْتَذِرُ يَا لائِمًا في الهوَى صَبًّا أَضَرَّ بِهِ طُولُ البِعادِ عَنِ الأَحْبابِ مُذ هَجَرُوا فَبَاتَ يَرعَى الذَّرَارِي مِنْ تَشوُّقِهِ قَدْ بَاتَ مِنْهُ الحَشَا وَالقَلْبُ يَنْفَطِرُ لَو كُنْتَ تَدْرِي الهوَى أَوْ قَدْ بُلِيتَ بِهِ وَذُقْتَ آلامَهُ كَالنَّارِ تَستَعِرُ لَما نَطَقْتَ ولَمْ تَنطِقْ بِلائِمَةٍ لَوْمُ المُحِبِّينَ ذَنْبٌ لَيسَ يُغتَفَرُ دَعْ عَنْكَ ذِكْرَ الهَوى والمُولَعِينَ بِهِ وَانْهَضْ إِلَى مَنْزِلٍ عَالٍ بِهِ الدُّرَرُ تَسْلُو بِمَرْبَئِهِ عَنْ كُلِّ غَالِيَةٍ وَعَنْ نَعِيمٍ لِدُنْيا صَفْوُهُ كَدرُ وَعَنْ نَدِيمٍ بِهِ يَلْهُو مُجالِسُهُ وَعَنْ رِيَاضٍ كَسَاها النَّوْرُ وَالزَّهَرُ اِنْهَضْ إِلَى الْعِلْمِ فِي جِدٍّ بِلا كَسَلٍ نُهوضَ عَبْدٍ إِلَى الْخَيْراتِ يَبْتَدِرُ وَاصْبِرْ عَلَى نَيْلِهِ صَبْرَ المُجِدِّ لَهُ فَلَيْسَ يُدْرِكُهُ مَنْ لَيْسَ يَصْطَبِرُ فَكَمْ نُصوصٍ أَتَتْ تُثْنِي وَتَمْدَحُهُ لِلطَّالِبِينَ بِها مَعْنًى وَمُعْتَبَرُ َمَا نَفَى اللهُ بَيْنَ الْعَالِمِينَ بِهِ وَالْجَاهِلِينَ مُسَاوَاةً إِذا ذُكِرُوا وَقَالَ لِلْمُصْطَفَى مَعْ مَا حَبَاهُ بِهِ اِزْدَدْ مِنَ الْعِلْمِ فِي عِلْمٍ بِهِ بَصرُ وَخَصَّصَ اللهُ أَهْلَ الْعِلْمِ يُشْهِدُهُمْ عَلَى الْعِبَادَةِ والتَّوْحِيدِ فَاعْتَبرُوا وَذَمُّ خَالِقِنَا لِلجَاهِلِينَ بِهِ فِي ضِمْنِهِ مَدْحُ أَهْلِ الْعِلْمِ مُنْحَصِرُ وَفِي الْحَدِيثِ انْ يُرِدْ رَبُّ الْوَرَى كَرَمًا بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ والمَخْلُوقُ مُفْتَقِرُ أَعْطَاهُ فِقْهًا بِدِينِ اللهِ يَحْمِلُهُ يَا حَبَّذا نِعَمًا تَأْتِي وَتُنْتَظَرُ أَمَا سَمِعْتَ مِثَالاً يُسْتَضَاءُ بِهِ ويَسْتَفِزُّ ذَوِي الأَلْبَابِ إِنْ نَظَرُوا بِأَنَّ عِلْمَ الهُدَى كَالْغَيْثِ يُنْزِلُهُ عَلَى الْقُلُوبِ فَمِنْهَا الصَّفْوُ وَالْكَدَرُ أَمَّا الرِّيَاضُ الَّتِي طَابَتْ فَقَدْ حَسُنَتْ مِنْهَا [الرُّبَى] بِنَبَاتٍ كُلُّهُ نَضِرُ فَأَصْبَحَ الْخَلْقُ والأَنْعَامُ رَاتِعَةً بِكُلِّ زَوْجٍ بَهيجٍ لَيْسَ يَنْحَصِرُ وَبَعْضُهَا سَبَخٌ لَيْسَتْ بِقَابِلَةٍ إِنْبَاتَ عُشْبٍ بِهِ نَفْعٌ وَلاَ ضَرَرُ يَكْفِيكَ بِالْعِلْمِ فَضْلاً أَنَّ صَاحِبَهُ بِالْعِزِّ نَالَ الْعُلاَ وَالْخَيْرَ يَنْتَظِرُ يَكْفِيكَ بِالْجَهْلِ قُبْحًا أَنَّ صَاحِبَهُ يَنْفِيهِ عَنْ نَفْسِهِ وَالْعِلْم يبْتَكرُ يَكْفِيكَ بِالْجَهْلِ قُبْحًا أَنَّ مُؤْثِرَهُ قَدْ آثَرَ المَطلَبَ الأَدْنَى وَيَفْتَخِرُ أَيُّ الْمَفاخِرِ تَرْضَى أَنْ تُزَانَ بِهَا أَجَهْلُكَ النَّفْسَ جَهْلاً مَا لَهُ قَدَرُ أَمْ بِالجَهالَةِ مِنْكَ فِي شَرِيعَتِهِ كَيْفَ الصَّلاةُ وَكَيْفَ الصَّوْمُ وَالطُّهُرُ أَمْ كَيْفَ تَعْقِدُ عَقْدًا نَافِذًا أَبَدًا كَيْفَ الطَّلاقُ وَكَيْفَ الْعِتْقُ يَا غُدَرُ أَمِ افْتِخارُكَ بِالجَهْلِ الْبَسِيطِ نَعَمْ وَبِالمرَكَّبِ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ تَبًّا لِعَقْلٍ رَزِينٍ قَدْ أَحَاطَ بِهِ مَعَ الجَهَالَةِ دَيْنُ الذَّنْبِ وَالغَرَرُ كَمْ بَيْنَ مَنْ هُوَ كَسْلانٌ أَخُو مَلَلٍ فَمَا لَهُ عَن ضَيَاعِ الوَقْتِ مُزْدَجَرُ قَدِ اسْتَلانَ فِرَاشَ الْعَجْزِ مُرْتَفَقًا حَتَّى أَتَى المُضْعِفانِ الشَّيْبُ وَالْكِبَرُ وَبَيْنَ مَنْ هُوَ ذُو شَوْقٍ أَخُو كَلَفٍ عَلَى الْعُلُومِ فَلا يَبْدُو لَهُ الضَّجَرُ يَرْعَى التَّوَقِّي وَيَرْعَى مِنْ تَحَفُّظِهِ أَوْقَاتَهُ مِنْ ضَياعٍ كُلُّهُ ضَرَرُ لا يَستَريحُ وَلا يَلْوي أَعِنَّتَهُ عَنِ الْوُصُولِ إِلى مَطْلُوبِهِ وَطَرُ تُلْفِيهِ طَوْرًا عَلَى كُتْبٍ يُطَالِعُهَا يَحْلُو لَهُ مِنْ جَنَاهَا مَا حَوَى الْفِكَرُ تُلْهِيهِ عَنْ رَوضَةٍ غَنَّاءَ مُزْهِرَةٍ أَطْيارُهَا غَرَّدَتْ وَالْمَاءُ مُنْهَمِرُ وَبَاحِثًا تَارَةً مَعْ كُلِّ مُنْتَسِبٍ يَبْغِي الرَّشَادَ فَلَا يَطْغَى وَيَحْتَقِرُ وَاهًا لَهُ رَجُلًا فَرْدًا مَحاسِنُهُ بِالْحَزْمِ وَالْعَزْمِ هَانَ الصَّعْبُ وَالْعَسِرُ |
رد: قد طال شوقي إلى الأحباب والفكر
-
ابدع ما شاء الله . . تسلم على الانتقاء الله يسعدك ، ودي وتقديري |
رد: قد طال شوقي إلى الأحباب والفكر
تسلمم يدك
يعطيك العآفيهه :121: |
رد: قد طال شوقي إلى الأحباب والفكر
شعر جميل
انتقاء رائع عازف يعطيك العافيه |
رد: قد طال شوقي إلى الأحباب والفكر
أنرتم المتصفح ♥
|
رد: قد طال شوقي إلى الأحباب والفكر
انتقاء فخم فخم ، شكراً على مشاركتنا الجمال :ff1 (37):
|
الساعة الآن 03:49 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
adv helm by : llssll
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~