مجتمع غلاك - اليد المرتعشة" تعيد سيتين لمزرعته مع الأبقار

بقرار كان متوقعا، أعلنت إدارة برشلونة إقالة المدير الفني كيكي سيتين، عقب الخسارة الكارثية بنتيجة (8-2) أمام بايرن ميونخ بربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

ولم يستمر سيتين في منصبه الذي تولاه في يناير/ كانون الثاني الماضي، أكثر من 7 أشهر، ليرحل دون تحقيق أي لقب.

ويُسلط كووورة الضوء على أسباب الإطاحة بسيتين، خلال التقرير التالي:

يد مرتعشة

"وافقت على تدريب برشلونة، ولم أفكر ولو لـ 5 دقائق، كنت بالأمس مع الأبقار في مزرعتي واليوم أدرب أكبر اللاعبين في العالم"، كانت هذه كلمات كيكي سيتين خلال المؤتمر الصحفي لتقديمه.

لكن سيتين لم ينجح في التعامل مع سطوة النجوم الكبار داخل غرفة تغيير الملابس في برشلونة، وعلى رأسهم القائد ليونيل ميسي.

المدرب الذي لم يتول طوال مسيرته التدريبية أي فريق كبير، فشل في كسب ثقة اللاعبين بشكل عام، والنجوم الكبار تحديدا، الذين كانوا رغم الإخفاقات والأداء الباهت مع فالفيردي، يتصدون للدفاع عنه ضد هجوم الجماهير والإعلام.

سيتين دخل في أزمات عديدة مع نجوم الفريق، خاصة ميسي الذي انتقده بكل صراحة عقب الخسارة ضد أوساسونا في ختام الليجا، حين صرح بأن النادي يتصرف بشكل سيء منذ يناير/ كانون الثاني، في إشارة لتعيين سيتين.

وتسبب إيدير سارابيا مساعد سيتين في فشل العلاقة مع النجوم، نظرًا لتصرفاته غير المقبولة معهم، وتلخص لقطته الشهيرة وهو يسب اللاعبين بالألفاظ على دكة البدلاء خلال مواجهة الكلاسيكو كل شيء!

كرويفستا فاشل

"المهم هي الفلسفة وأموت لأجل أفكاري"، منذ يومه الأول وسيتين يتحدث عن عشقه لفلسفة الاستحواذ والكرة
الشاملة، وأنه "كرويفستا" أي من أتباع أسلوب الأسطورة يوهان كرويف.

لكن سيتين لم ينجح في تطبيق الأسلوب كما يجب، فكان دائمًا الاستحواذ سلبيًا دون أي فاعلية هجومية، ولم يجد حلا للأزمة الدفاعية، كما لم يستغل خياراته في الخط الهجومي جيدًا، مما عقد من وضع الفريق في الليجا.

فشل سيتين في تقديم عروض قوية ضد الكبار، فخسر ضد ريال مدريد وفالنسيا وأتلتيك بيلباو، وتعادل أمام إشبيلية وأتلتيكو مدريد.

وبعد خسارة لقب الليجا والإقصاء من نصف نهائي كأس الملك، ودع دوري الأبطال بهزيمة تاريخية لم تحدث من قبل.

وقاد سيتين برشلونة في 25 مباراة، حقق 16 انتصارًا، و4 تعادلات وتلقى 5 هزائم، وسجل الفريق 50 هدفًا وتلقى 27.

فرصة ضائعة

تولي قيادة برشلونة فرصة قد لا تتكرر مرتين بالعمر، وهو أمر لم يحلم به من الأساس سيتين بحسب تصريحاته.

وفشل سيتين في استغلال الفرصة بالشكل الأمثل، فجائحة كورونا منحته 3 أشهر من التوقف لدراسة الفريق بشكل أفضل ومحاولة إيجاد حلول لمشاكله، لكن ذلك لم يحدث.

وبخلاف ذلك، لم يكن سيتين واقعيًا في التعامل مع قدرات لاعبيه، وهذا تسبب في أزمته مع ميسي، حيث كان يرى أن بإمكان الفريق التتويج بدوري الأبطال، ولم يفطن أن الخصوم في الصراع الأوروبي لا تعرف التهاون للتأهل، وهو ما حذره الأرجنتيني منه مرارًا وتكرارًا في تصريحاته.

وكان سيتين يُمني نفسه بالاحتفال بالليجا ودوري الأبطال بين أبقاره في المزرعة، لكنه عاد إليهم سريعًا خالي الوفاض.