مجتمع غلاك

مجتمع غلاك (https://g-lk.com/vb/index.php)
-   الخواطر وعذب الحروف " يمنع المنقول" (https://g-lk.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   حُلم مبتور (https://g-lk.com/vb/showthread.php?t=10914)

سحابة صيف 03-21-2021 08:32 AM

حُلم مبتور
 

أَنَا الَّتِي أَقَامَت صَلَاة الْفَقْد ، خَاشِعَةٌ بـ جَوَارِح مِلْؤُهَا الْأَلَم
تستوطنني مِيَاه الْحَسْرَة . . . بـ دَاخِلِيّ جَمْرَة فَتِيلِهَا رَمَاد انفاسي
أَسْكَن الْغُرْبَة وَالتِّيه . . عَائِدَةً مِنْ شَجّ السَّمَاءِ بَعْدَ أَنْ ثَبَتُ الْأَوْجَاع بـ سَحَابَة
أَنَا كَاتَبَه لِلْهِجْرَة وَالْحَبّ ، يكتبني الْقَلَم وأكتبه



أولُ قبرٍ حفرتُهْ دَفنتُ فِيهِ عيدَ مَولدِيْ ,
حيثُ كَسِرتُ النَبضَ ودَرجتُ تَارِيخَ مَيلادِي ضِمنَ قَائِمةِ الاغتِيالَاتِ ..
ازْدادَ مَرَضِي لَيلَتها و ازدَادَ ضَعفِيْ ,
حَتى بَدأتُ أخشَى أنْ ألعَنَ المَرَضَ
فَأطرُدُهُ مِن رَحمةِ اللهِ و يَفتِكُ بِيْ ’,
يزِيدُنِي آهًا و حَسرةْ و وَجَعًا مُبَاغِتًا لِكُلِ أعضَائيْ ..
كنتُ ضَعِيفَةً كَغُصنِ شَجَرةِ الكَرَزِ ,
مُمَزَقةُ جُذُورِي .. وَنفسِي فِي إضْطِرابٍ !


أوَلُ قَبرٍ حَفَرهُ لِي القَدَرْ
سَلَبَ مِنِي آخَرُ قَطرةٍ من عرقِي البَاقِي لتصدِيرِ بَقائِي لِجَسدِيْ ’
زَادَنِي تَشَتُتًا ..
زَادَنِي وهَنًا و إنبَثَقَ الحُزنُ مِن سَماءٍ مُختلفَةٍ عَن قلبِي
و عَلى غِرارِ الأيَامِ البَاقِية ’
ذَبلت زُهورِي كُلها حَتى إنتَشلت المَاء الَموبوءُ مِن صَدرِيْ !
ولَم أٌفطَم مِن آلآمي
إلى حِينِ إمتدت أصَابعِي لِنهايةِ مُثخَنَة بالأزماتِ ,
للحظاتٍ حَمقاءٍ كِدتُ فِيها أن أصلُبَ ذَاتِي الحَزِينة بِذاتِي ..
أنا مُنحَدرة مِن سُلالَاتِ الخَساراتِ العَظِيمة ,
الخَساراتِ التِي تُسقِطُنِي مِن الهاوِية و أقِفُ بِلا كَسرٍ !



و مأوىً جَدِيدْ , يَضُمُ أشلائِيْ ..
سَماءٌ ماطِرة نَالت مِن البَردِ ما تَشتَهِيهْ , غيمٌ و صَواعِقْ !
جَاءَ كُلُ شَيءٍ / البُشرى و الشَفتينِ الزَهريتينِ ,
- كَيفَ هُو الوقتُ دُونِيْ ؟
- لا أعِيشُ يا حَبِيبتِيْ , لا أعِيشْ !
- بلْ سَاكِنٌ فِي أسطُرِ دَفاتِي المُغربّة بعدْك ..
- خَلدّيني !
- دَثّرني بِضلعِكَ الأعوَجْ ,
- سامِرِيهِ , أحِبيهِ كَما يُحِبُكِ صَاحِبهُ !
- دَعنِي أُقبلهُ إذًا , .

سَكنتَ أنتَ بِصَدرِي رَبِيعًا مُزهرًا ,
إلتمسْتَ إضْطِرابَ الحَنِينِ و هدأتَ مِن رَوعِه ..
ثَرثَرةٌ بارِدة , و كأسٌ يَسكُبْ الهُدوءَ و المُوسِيقَى التُركِيّة لِحُنجُرتِيْ !
غّنِي يَا كَلِماتِيْ , غنِي مَاءًا فاتِرًا يَدفءْ لَدَيهِ المُجمدَتَينِ ,.
نَثرتَ تِيهَ الأُمنياتِ صَوبَ الإطمئنانِ ,
هُناكَ فِي ضَجِيجِ الغُرباءِ يا سُكونِي
مُولعةٌ أنَا بِالإنفرادِ ..



و إنهارَت أحلَامِيْ , تهَدّمت مِن الشَرقِ للغربِ
بَقى النَهارُ طَوِيلا ,
مَاكِثًا فِي سَرِيرِيْ مَانِعًا إيَايْ مِن بَثِ الدَمعِ عَلى شَراشِفِ وِسادَتِيْ
ضَاعَت أُمنِية الأمسِ يا إنسدَادَ الغَدِ
و عُدتُ طِفلةً تُجهِشُ بِالبُكاءِ ثَاقِبةً عَينَ اللَيلِ
إشْتاطَ رذَاذُ الحَنِينِ بِالوِقارِ هذَا المَساءِ ,
يَقتَلِعُ الثَباتَ و همِسُ بأنَ صَبرِي ضَعيفُ وحانَ وَقتُ الرّحِيلُ !
حَتى أنّ طِيبَ مَذاقَ حُضُورِكْ , دَاهَمَهُ عَلقَمُ الألمِ الذِي زَرعتَهُ بِيْ !
سَرى بِي الحُزنُ , حزنُ السَماءِ و الأسْرَىْ ,
و أودَاجِي لا تَبُح بِسِرِ الوَهنِ
فكِدتُ أغرَقُ فِي فناجِينِ الكُتمانِ , و أغرَقْ .. أغرقْ !
كَم مِن قَدَم حَنِينٍ جَابتْ طُرقاتَ الإنتِظارِ لَيلًا و نَهارًا
طولًا بِعرضٍ و مَا وَرثتنا إلا لَكمةً
تُكابِدُها صُراخُ إمرأةٍ كَهلة : إستَفِيقِي يَا ذاتَ الحُلمِ المَبتُورِ !
خُذلانٌ ما أسفَرتْ عَن سِجِلاتِ النُكرانِ ,
وَكم من الهَزائِم التِي طَرحتنَا أرضًا !
كُل النِهاياتِ و إن ترَدَدَ بُزُوغها ,
حَتمًا ستَطِيبُ بِنفحَةٍ من الإنكِسارِ ’
أيُ ذَنبٍ إرتَكَبَتُه فَأجلَدُ بِسوطِ الغِيابْ , أيُ ذنبٍ ؟




و غَادَرنِي بِأخَرِ سِيجارَةٍ لِـ تُطّيبُ جُروحِيْ ,
حَيثُ يتمَلَكُنِي الألَم و يَقتِلُني شَيئًا فَشيئًا
و يَنتَهِي صَبرِيْ ,
أُصَافِحُ المَاضِيْ , كَم وددتُ أن يسرِي الليلُ فِي صَدرِكَ
و يختبِئَ البَردُ بَينَ أضْلاعِكَ و تِلكَ الرَعشاتِ بَينَكَ تَستَكِينْ !
كَيفَ شَرّدتَنِي مِن صَدرِكْ ؟
كَيفَ جَعَلتَنِي أبْتَعِدُ عَن مَسْكَنِيْ ؟
كَيفَ هَجَرتَنِيْ و بَعَثتَنِي لأرْوآحِ الشَيَاطِينِ حَتى أرْبَكتَ سَكِينَتَها
وَ غدَوتَ أنتَ , كَما أنتَ .. الجَلادُ و السَجانْ !
جَعلتَنِي مَشْهَدًا , يَكتَنِزُ الإبتِهآلاتَ المَوجوعَة في يَنبُوعِ ذِكرياتِنا
حَتى نَثَرْتَ الكُحلَ الأسوَدَ بِحدقَةِ عينيْ اليُسْرَى ,.
العَينُ التِيْ لَم تبتَغِيها كَرشوَةٍ لِتقطُنَ فِيّ
لأرَاكَ فِي كُلِ الوجُوهِ –
ولَا أخشَى شَيئًا عَدا أن أُنادِيْ الجَمِيعَ بإسمك ,
الأسمُ الذِيْ يَبُثُ الأنَسَ لِكُلِ الأنسِ إلا أنا !
غدَوتُ يَائِسةً مِن كُلِ شيءٍ ,
مِن كُل خُطوةٍ أخطُوها غَيرَ مُدرِكةٍ لِنِهايةِ مَسارِيْ
هَذهِ أنا / أتَرَبَصُ بِالمارِقِينْ ..
أبتَكِرُ فِي خُطُواتِهِم سِينارْيو لأُسعِدَ نَفسِيْ بـ الآشيءِ
أحبَبتُكَ دَاءً أصَابَ أطْرافِيْ ,
مَلأ أحدَاقِي بِنظراتِ المُشَكِكِينَ ,.أقصِدُ الشَامِتينَ
و نَشرَت علَى حِبالِي خُبثَكَ ,
فأصَابت بَياضَ قلبِي الذِي أحبَكَ بِلا مُقابِل
عَدا ضَرِيبةِ الخِيانة !
أرَأيتَ كَم يَبكِي الحَنينُ علَى مَشارِفْ إنتِظارِكْ ,
كَيفَ كادَ يقتلهُ دِفءُ إحساسِهِ ,
كَيفَ تَوعَكَ الصَبرِ بِـ الآ صَبرِ و إختَنَقَ مُتأثِرًا بِماهِيتَكَ المُلفَقّة ؟
لا شَيءَ حَاليًا يَشغل غُورَ خَندَقِ أُمنِياتِي , سَرقتها مِنِي أجمَعْ
لتُنازِعَ خُيوطَ الشَمسِ .. لعلّ الغَدَ أفضَل ’ أفضَلٌ !
أشْتاقُكَ أنَا , و أعرِفُ أنَ رغبَةً جامِحة فِي الوَصِلِ تَنتَابُكْ ..
و لإنقِشاعِ غَيمِ حُضُورِي , أنتَ تَعصِف ْ
فأحذَرَ طَقسِيْ , و الجَوُ المُتقلِبْ
علّها تُمطِرْ !



وَ تَسأَلُنِي بَعدَ شِفائِيْ كَيفَ أًصْبَحتُ امْرأةً حَاقِدةْ ؟
تَسَللتْ السَكِينة بِقلبِها و لَم يَعد اسمُكَ يُؤرقُنِي ويُؤذِي سَمعِيْ ؟
مدجَجَةُ بِالصُراخِ ,
لتُثبِتَ لَكَ أنَها مَا عَادت تَشكُوا مِن الغَصّة
التِي زَرعتها بِحَلقِها قَبلَ رَحِيلكَ بِخيانَةْ
عَادت مُنتَشِلةً لِكُلِ أوهامِها و أوجَاعِها
حَتى أحلَامِها المُدبلَجة على لُغةٍ
( لَن تَتَحققْ مَا دَامَ هُوَ مَن يَتَمَلَكُها )
أتَدرِي أنِي مَا عُدت أملِكُ وَقتًا لِمُحاسَبَتِك
علَى خُذلانِي وَلا عَلى الوَقتِ الذِي مَضِيتهُ بِلا السِينِ
الـ إدَعَيتَ أنَكّ مُلكُها مَا حَيّت ؟
وُهناكَ مَن تَتَمَلَكُكَ !
هَل أخبَرتُكَ سَابِقًا أنِي لَكَ وَطنْ ؟
مَهما طَالَ الزّمانُ و إبتَعدتَ ..
هَجرتَنِي وَ حَرِقتَ طَرفًا مِنِيْ , سَتَعودُ لأرضِيْ طَالبًا إحتِوائِيْ
و لِأُرِيكَ كَمْ مِنَ الحَضَارَةِ تَحتَوِينيْ ,
سأُعطِيكَ ذِكرى تدفئ بِها نَفسَكْ , لَيسَت لِيْ .. لَستَ بِها !
لكنَها دَافِئةُ لا تَتَخَلَلُها خِيانة ,
أصْبَحتَ أنتَ كَسِيجارةْ ,
أشْهَقُها حَتى يتأجَجُ صَدرِي بِكَ ثُمَ أنثُرْ أشْلاءك !
بأمرٍ مُحتَمٍ مِن الإخْتِناقٍ , فأُراقِبُكَ تَتَطايَرْ أمَامِيْ
أخبِرنِي عَن الذِي يَقطُنُ فِيهِ الوَجَعْ , عَداكْ ..
وقلْ زَمانِ الأولِ تحولْ
والحديث كان ليطول ...لكنه بُتر

ملاحظة : الخاطرة لا تمثلني ، كانت تجربة لـ ترجمة احساس احدى بطلات رواية قرأتها منذ زمان بعيد نسيت أسمها ولكن الأحداث بقيت تترد في خاطري ..
وتقريباً أسجلها كأطول خاطرة لي :11:

نايف 03-21-2021 08:50 AM

رد: حُلم مبتور
 
على جبين المعاناه..
نثرتِ جدائل من الحزن المنهكه للقلب
بشجن متعب .. هز اغصان اللوعة فتساقطت
الحروف بألم على قلب يتوسد الوجع
انهكتِ القلم وهو يزرع الجمال في صحراء الالم
وينبت ورود الحرف في فصل الجفاف
وعزفت بريشتك سمفونيه متوشحه
بفخامة اللحن الشجي

انيقة الحرف : سحابه صيف

بوح رائع رغم الألم .. وعزف منفرد
تميز به قلمك دون سواك
راقني مكوثي بين نبضاتك
الساحرة والمذهلة
حتى اصتصعبت المغادره

إعجابي ونجومي الخمس
وعبق من باقات ورودي ..
مع دعواتي لقلبك ياجميلة الحرف

سحابة صيف 03-21-2021 09:48 AM

رد: حُلم مبتور
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف (المشاركة 290281)
على جبين المعاناه..
نثرتِ جدائل من الحزن المنهكه للقلب
بشجن متعب .. هز اغصان اللوعة فتساقطت
الحروف بألم على قلب يتوسد الوجع
انهكتِ القلم وهو يزرع الجمال في صحراء الالم
وينبت ورود الحرف في فصل الجفاف
وعزفت بريشتك سمفونيه متوشحه
بفخامة اللحن الشجي

انيقة الحرف : سحابه صيف

بوح رائع رغم الألم .. وعزف منفرد
تميز به قلمك دون سواك
راقني مكوثي بين نبضاتك
الساحرة والمذهلة
حتى اصتصعبت المغادره

إعجابي ونجومي الخمس
وعبق من باقات ورودي ..
مع دعواتي لقلبك ياجميلة الحرف

أرنو مدارِج البهجَة
على مدِّ القراءة
أستفيءُ وحرفِي
هذا الحُضور الوارف ونصطفيه
استضاء بِك المكان ..
حييت يا فاضل ..وافِر امتناني وكُل الودْ :رحيق: .

شو 03-22-2021 12:37 AM

رد: حُلم مبتور
 
الله كلمات رائعه خاطره راقت لي
وحروفش مميزه
اهنيش اختي سحابه علئ هالقلم العذب :ff1 (104):

عتب خرساء• 03-22-2021 02:32 AM

رد: حُلم مبتور
 
لي عودة
سلمت يداك مبدئيآ

عبير 03-22-2021 03:41 AM

رد: حُلم مبتور
 
ماأجمل حرفك استمتعت بقرأته
سلمت ودام نبضك


الساعة الآن 12:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~

This Forum used Arshfny Mod by islam servant