مجتمع غلاك

مجتمع غلاك (https://g-lk.com/vb/index.php)
-   القسم العام (https://g-lk.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   خواطر مُعلَنة (https://g-lk.com/vb/showthread.php?t=7280)

عبير 10-25-2020 06:34 AM

خواطر مُعلَنة
 
_







كلَّما ضاقت بها الحياة أسرعت إلى ركنِها المفضل في عشِّها الصغير، واحتست كوباً ساخناً من قهوتها المفضلة، وحلَّقت بخيالها بعيداً عن واقعها المنكسر، تبحثُ في دهاليز الزمن عمَّن أدخلوا السعادة في حياتها، فبمجرد ذكراهم تجد نفسها تبتسم تدعو لهم بظهر الغيب بأن يحفظهم المولى ويسعدهم، فبهم تحلو الحياة.

اعتادت أن تترك العنان لنفسها الجميلة لتصول وتجول في عالم الذكريات دون أن توقفها إشارات المرور!

تُناجي ربَّها: يا الله ما أوسع رحمتك وما أرفقك بعبادك بأن جعلتَ لهم مساحةً يهربون فيها من واقعهم، ليحلقوا في فضاءٍ واسع بخيال أوسع!!

«الخيال» نعمةٌ، وهو عالم يخصك أنت وحدك، تستطيع أن تهرول في طرقات المدينة وتُغني بأعلى صوتك، وتذكر أمانيك كلها تنطقها بهمسٍ لا يسمعه إلا المولى عزَّ وجل وبلا حجاب.

«الخيال» هو بساط الريح الحقيقي الذي يطوفُ بك العالم بأكمله وأنتَ لا تزال تحتسي قهوتك في زاوية بيتك، ويُمكن أن تصحب معك -في خيالك- كل من تحبهم، وإذا كانت نسمات الصباح سريعة جداً فلعلها تأخذك بالبساط إلى سطح القمر، ومن هناك ستُطِل على الأرض وتبتسم، وستقول لها شيئاً! ما هو؟ لستُ أدري! أنتَ به أعلم! قلها الآن ولا تتردد !! شرط أن تُغمض عينيك وتتخيل أنك دوناً عن كل الناس (أنت على القمر)!

«الخيال» يحملك إلى عالمٍ «وهمي» أنت تصنعه، وفيه تستضيف مُحبيك، لا يهم أن يكونوا (كُثُرا) بعدد نجوم السماء، يكفي أن يكونوا بعد (عينيك)!

«الخيال» يتخطى جميع الحدود، يذهب بك إلى الماضي البعيد فتستعيد ذكرياتك الجميلة (وابتعد ما تشاء عن المؤلمة قدر ما تستطيع، لأنها ستقتلك، بينما قاتلك لا يعبأ بك حيَّاّ كنت أو ميتاً!!

يذهبُ بك الخيال إلى مستقبلٍ بعيدٍ ليرسم لك الصورة التي تتمنى أن تعيشها، ولن تجد أحداً يقفُ أمامك ليعترض أحلامك.

وأنت على بساط الريح خذ «ألبوم الصور» معك لكل أحبابك، وقل: يا رب، كما جمعتني بهم في هذه الأوراق فاجمعني بهم في جنتك وفردوسك الأعلى بقدرتك التي تجلَّت بين الكاف والنون.

«الخيال» نعمةٌ كبرى أنعمها الله علينا، فهي ترحمنا عندما نصل إلى أقصى حالات الضعف البشري!!

بالخيال تتصبَّر الأم على فراق أبنائها الذين تغرَّبوا عنها -بلا طواعية- فهي تُعانقهم بشوقٍ في الخيال لتطفئ جمرةً أبت أن تُصبح رماداً!!

والخيال يُعطيك أملاً كبيراً أنك ستصل إلى مُبتغاك، وتُحدِّثك نفسك الكريمة بأنك قد أصبحتَ قاب قوسين أو أدنى من حلمك الكبير، فتصبر على المشاق وأنت تسير على طريق الشوك حافي القدمين!

«الخيال» يدعوك إلى مزيدٍ من الصبر والجلَد وأنت تُكابد الحياة، لأنه يُصوِّر لك جنةً عرضها كعرضِ السماوات والأرض أُعدت للمتقين، فتزداد صبراً وطاعةً وحباً في خالقك وإيماناً بقدَرِك.

«الخيال» يجعلك ترى صحراءك القاحلة التي تعيش فيها وحدتك القاتلة كحدائق غنَّاء لأنك وجدت فيها أعزَّ أحبابك !

«الخيال وأحلام اليقظة» لا يجتمعان، فأحلام اليقظة هي هروبٌ من واقع أنت ترفضه فتنسج من خلالها الحياة التي عجزتَ عن تحقيقها، أما الخيال فهو أن تصنعَ لنفسك المستقبل الذي تريد، مُؤمنٌ بقدراتك ومواهبك

أحياناً يكون «الخيال» ضرباً من الجنون، لهذا قالوا: في الجنون لذةٌ لا يعرفها إلا المجانين!! وعندما وصفوا «قيس بن الملوح» بالجنون ردَّ عليهم: قالوا: جُننتَ بمن تهوى فقلتُ لهم ما لذة العيش إلا للمجانين (غداً نلقى الأحبة، محمداً وصحبه)، هكذا قالها مُؤذن النبي عليه الصلاة والسلام، إنه «بلال» رضي الله عنه وأرضاه، فعندما اشتدَّ عليه العذاب رسم في خياله -بثقته بالله عزَّ وجل- صورةً لغدٍ أجمل وأسمى، فهو اليوم على الأرض مُعذَّب، وغداً في الجنان مُنعَّم.

«الخيال» هو تلك الشمعة تُبدد لك الظلام، وهي تأبى أن تقول لها: أنتِ تحرقين نفسك من أجلِ أن تضيء لنا الأيام، جرَّب أن تقولها لشمعةٍ عندك، ستقول لك أبياتاً من شعر أبو العلاء المعري:

وصفراءُ لون التبرِ مثلي جليدةٌ

على نوبِ الأيام والعيشة الضنكِ

تُريك ابتساماً دائماً وتجلُّداً

وصبراً على ما نالها وهي في الهلكِ

ولو نَطَقَت يوماً لقالت: أظنكم

تخالون أني في حذار الردى أبكي

فلا تحسبوا دمعي لوجدٍ وجدتُه

فقد تدمع الأحداق من كثرة الضحك


شمسة البلوشي

مسترٍيَحٍ آلُبآلُ 10-25-2020 10:53 AM

رد: خواطر مُعلَنة
 
يعطيك الف عافية نور البنات

عبير 10-26-2020 01:53 AM

رد: خواطر مُعلَنة
 
نورت

عبدالله 10-26-2020 06:04 AM

رد: خواطر مُعلَنة
 
يعطيك العافية نور
طرح جميل ومميز
تحيتي

رآنيا 10-26-2020 07:06 AM

رد: خواطر مُعلَنة
 
اسعدك المولى وسلمتِ يالغلا

~

ملآئكيه 10-28-2020 06:56 PM

رد: خواطر مُعلَنة
 
-








سلمت على هكذا إنفراد وَ تميُز
دام حضورك وَ عطائِك اللا محدود ..!


الساعة الآن 03:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~

This Forum used Arshfny Mod by islam servant